شبكة بيئة أبوظبي تطلق كتاب «رحلة في عالم التحريف العلمي» بالتعاون مع مؤسسة أريد

إصدارٌ جديد يفضح «مصانع الشك» و«الغازلايتينغ العلمي» ويدعو إلى تحصين الوعي العربي بالأدلة
أمسية معرفية تسلط الضوء على أخطر ظواهر عصر المعلومات
أ.د. عبد الرزاق مختار محمود: نحو شراكة معرفية تصون الحقيقة وتواجه «مصانع الشك»
أ. د. سيف السويدي: العلم أمانة عامة… ومؤسستنا تساند الدفاع عن نزاهته
م. عماد سعد: العلم الذي لا يُفِيد كالجَهالة التي لا تَضُر
حماية «البيئة المعرفية» جزءٌ من رسالتنا مثل حماية البيئة الطبيعية
أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة 23 أغسطس 2025
احتفت «شبكة بيئة أبوظبي» بالتعاون مع «مؤسسة أريد العلمية الدولية» بإطلاق كتابٍ جديد صدر عن الشبكة بعنوان «رحلة في عالم التحريف العلمي» للمؤلف الدكتور طارق قابيل، في أمسية معرفية مساء يوم الجمعة 22 أغسطس 2025، سلطت الضوء على أخطر ظواهر عصر المعلومات: التزييف الممنهج للحقائق العلمية وتآكل الثقة في المؤسسات البحثية. يأتي الإصدار في توقيتٍ تتزاحم فيه الأخبار والمعارف وتتصادم الأجندات، ليقدّم للقارئ العربي بوصلةً فكرية ومنهجيةً عمليةً للتمييز بين العلم الرصين والدعايات المُضلِّلة.
دفاع عن نزاهة العلم وشراكات معرفية عربية
استُهلّ برنامج الحفل بكلمة أ. د. سيف السويدي، مؤسس ورئيس مؤسسة «أريد» العلمية الدولية، التي أكّد فيها على أهمية الدفاع عن النزاهة العلمية في مواجهة «مصانع الشك». تلتها كلمة أ.د. عبد الرزاق مختار محمود، رئيس جامعة أريد الدولية للدراسات العليا، رحّب فيها بالشراكة المعرفية التي تجمع المؤسستين خدمةً للمحتوى العلمي العربي، وألقى المهندس عماد سعد، رئيس شبكة بيئة أبوظبي، مدير عام شركة نايا للاستشارات كلمةً نوّه فيها برسالة الشبكة في نشر المعرفة المسؤولة وحماية «البيئة المعرفية» جنبًا إلى جنب مع حماية البيئة الطبيعية. أعقب ذلك عرضٌ تقديمي من المؤلف الدكتور طارق قابيل قدّم خلاله خريطة الكتاب ومفاهيمه المفتاحية، قبل عرض فيلمٍ قصيرٍ يوثّق فكرته ومساره.
عرض تقديمي يكشف مفاهيم «الغازلايتينغ العلمي» و«مصانع الشك»
وأشار الدكتور طارق قابيل خلال العرض التقديمي الذي قدمه إلى أن الكتاب يفكّك بلغةٍ تحليليةٍ رصينة آليات التحريف العلمي بوصفه ظاهرةً عالمية لا تقتصر على نظريات المؤامرة العارضة، بل تمتد إلى ممارساتٍ ممنهجة تستهدف تقويض الثقة بالعلم ذاته. ويعرّف القارئ بمفاهيم حساسة مثل «الغازلايتينغ العلمي» الذي يشوّه السياقات البحثية ويُنكر الحقائق الثابتة، و«مصانع الشك» التي تُنتج الريبة حول إجماعٍ علميٍّ راسخ لخدمة مصالح اقتصادية أو سياسية، و«الفساد الأكاديمي» الذي يخرق منظومات النزاهة. ومن خلال ملفاتٍ تطبيقية تشمل التغير المناخي واللقاحات والتعديل الوراثي، يقدّم الكتاب حججًا مدعومةً بالأدلة بعيدًا عن الضجيج العاطفي والاستقطاب الإعلامي، داعيًا إلى تبنّي التفكير النقدي كمهارة مواطنية يومية.
حماية «البيئة المعرفية» مسؤولية جماعية
وأضاف المهندس عماد سعد، إلى أن إطلاق هذا الإصدار يؤكد على دور شبكة بيئة أبوظبي التابعة لشركة «نايا للاستشارات» بالإمارات في تمكين القارئ من المحتوى العلمي العربي وتيسير الوصول إلى مراجع موثوقة، وشراكتها مع مؤسسة «أريد» في بناء منصاتٍ تُعلي من شأن العلم وأخلاقياته. فالكتاب ليس دعوةً لمخاصمة العلم، بل دفاعًا صارمًا عن قدسيته ونقائه، وتذكيرًا بأن حماية الحقيقة مسؤوليةٌ جماعية.
تفاعل الحضور وإضافة نوعية للمكتبة العربية
وفي ختام الحفل، عبّر الحضور من أكاديميين وإعلاميين ومهتمين بالشأن العلمي عن تقديرهم لجهدٍ يضع بين أيدي القرّاء «نبراسًا في زمن ضباب التضليل»، ويمنحهم أدواتٍ عمليّة لفكّ شيفرات الدعاية، وتمييز المعرفة الموثوقة من الوهم المُنمَّق. ومن المنتظر أن يشكّل «رحلة في عالم التحريف العلمي» إضافةً نوعية إلى المكتبة العربية ومصدرًا مرجعيًا للطلاب، والباحثين، وصنّاع السياسات، والإعلاميين.