ضوضاء الملحدين بين التهويل والتهوين (همسة في أذن عاقل) د.محمد علي إسلم الطالب أعبيدي
[email protected]
أثارت التسجيلات الصوتية الأخيرة لبعض الملحدين قلقا كبيرا لدى الشارع الموريتاني وبقدر ما أتفهم هذا القلق وأحذر من خطر الاستهانة بضوضاء الإلحاد، بقدر ما أحذر أيضا من خطورة تهويل أمر الملحدين بما نتداوله من شائعات دون تثبت فوجود من يتطاول على المقدسات لا يبرر تكفير غيره ونعته بالإلحاد ولم يرفع له راية، فلا تكونوا عونا للشيطان على المنحرفين من أبنائكم وليس من أخلاقنا كمسلمين أن نكشف سترا عن أحد كما في حديث حرمله.
فعلى من يتصدى لهذه الضوضاء من سلطات وفقهاء ومدونين وإعلاميين أن يسددوا ويقاربوا، فما يثيره الفكر الإلحادي المعاصر من شبه عقائدية لا يمل من تكرارها من حين لآخر كالقول بأن الكون نشأ تلقائيًا، نتيجة لأحداث عشوائية، دون الحاجة إلى صانع وأن الحياة ظهرت ذاتيًا من المادة، عن طريق قوانين الطبيعة، وأن الفرق بين الحياة والموت فرق فيزيائى بحت، وأن الإنسان ليس إلا جسدا ماديا يفنى تمامًا بالموت وأنه لا يوجد دليل علمي على وجود خالق لهذا العالم إلى غير ذلك من الشبه التي تؤول لقاعدة الإلحاد الرئيسية وهي أنه (ليس هناك حاجة إلى وجود إله)؛ كل ذلك وغيره ليس شيئا جديدا وإن كان جديدا على مجتمعنا، فأغلب ما يثيره بعض المنحرفين حاليا من شبه يصنف في علم الكلام شبها من الدرجة الأولى ويمكن لكل باحث ملم بعلم الكلام أن يرد عليها أما لغة السب والتسفيه فهي لغة الكسول عقلا والعاجز عن الدليل
فكل ما ترونه وتسمعونه لا هدف له سوى إثارة فوضى وضوضاء تجعل العامة يستمعون لما يثيره الملحدون من شبه ويؤسفني أن بعض مدونينا ساهموا -بحسن نية- في تحقيق هذه الغاية وبسرعة أجزم أن كبير الملاحدة الجدد “ريتشارد دوكنز” لم يكن يتوقعها أو يحلم بها وهو يضع خطة العمل التى ينبغى أن يلتزم بها الملحدون قائلاً: “إذا كانت القطط (يقصد أصحابه) لم تمثل قطيعًا بعد، فإن أعدادًا معقولة منها تستطيع أن تصدر ضوضاءً مزعجة لا يمكن تجاهلها”
وقد نجح الملاحدة منذ عقود في إحداث ذلك الصخب في بعض دولنا العربية والإفريقية رغم أنهم لا يشكلون نسبة معتبرة بالمقارنة مع المؤمنين بوجود الإله في هذا العالم إلا أن صخبهم كثير جدا وقد أصبح لمغالطاتهم وشبههم صدى أوساط شبابنا العربي والإسلامي لاسيما مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتي تسمح بحجب هوية الشخص مايعني أن الملحد الواحد قد يفتح عشرات الصفحات ليديرها بأسماء مستعارة ويشوش بها على العوام في الفضاءات الاجتماعية .
وبما أن جميع الشبه التي يثيرها الملحدون المعاصرون سواء منها ما تعلق بوجود الله وقدم العالم أو بصفات الله سبحانه أو بالنبوات وعالم الغيب كلها تعود إلى مسألة الإيمان بوجود الله سبحانه وتعالى؟.
فإن أي نقاش أو حوار معهم لا ينطلق من مسألة وجود خالق لهذا الكون هو ضرب من المراء وعلاج للعرض بدلا من المرض.
وقد فضلت أن تكون هذه الرسالة العاجلة عبارة عن همسة في أذن كل عاقل علقت بذهنه شبهة إلحادية .
فكما كان علماء الكلام يراعون محل النزاع في المسائل التي يناقشونها يجب علينا أن نحتذي بهم وأن نبحث عن أرضية مشتركة مع الملحدين والمنكرين للألوهية حتى نصل بهم إلى التوحيد.
ولا بد أن تكون هذه الأرضية ثابته وهنا أرى أن القوانين العقلية التي يتفق عليها العقلاء هي الأرضية المشتركة المناسبة لنا جميعا.
فكل العقلاء يسلمون بما يسمى في علم الكلام بأقسام الحكم العقلي، وأنه أي الحكم العقلي قضية لاتتوقف على العادة والتكرار ولا الوضع.
فالعقل لايستشيرنا في قوانينه وإنما يفرضها علينا فالإنسان؛ أي إنسان يجد أن مضطر بفطرته للاذعان لهذه القوانين التي يستحيل تغيرها وهي قوانين بيسيطة وغير معقدة وبإمكان كل العقلاء أن يستنبطوها عند التأمل ومن أمثلة ذلك أنه لابد للكتابة من كاتب ولا بد للصورة من مصور وللبناء من بان وأنا لا نشك في جهل من أخبرنا بكتابة حصلت لا من كاتب وأن من حق العقل أن يتوقف عند صورهذا العالم وحركات الفلك والتي لانقاش في أنها ألطف وأعجب صنعا من سائر ما يتعذر وجوده لا من صانع من الحركات والتصويرات.
ولتبسيط هذا الكلام أقول: إن عقلي وعقلك كإنسان يفرض علي وعليك أن نتفق في بعض المسائل وأن نذعن لها ونسلم بها وأن نرفض أخرى ولانسلم بصحتها ولانقبلها بأي حال فمثال الأول كون الكل أكبر من الجزء مثلا ومثال الثانية عكس ذلك أي؛ كون جزء الشيء أكبر من الشيء نفسه .
فعقولنا تفرض الأول وترفض الثاني ، فمثال الواجب العقلي الذي تفرضه عقولنا كون الكرة الأرضية أكبر من القارة الإفريقية لأنها جزء منها ومثال المستحيل الذي ترفض عقولنا صحته هو كون إفريقيا أكبر من الكرة الأرضية.
وهناك حكم ثالث للعقل وهو مايسمى بالجائز أو الممكن ونعني به: ماقبل النفي والثبوت بحيث لايدرك العقل وجوده وعدمه.
والأرضية قد تتجاوز التسليم بأقسام الحكم العقلي وتتسع أو تضيق حسب الشخص الذي تحاوره فالأرضية المشتركة بيني كمسلم وبين المسيحي أكبر من الأرضية بيني وبين الملحد.
لأن المسيحي يؤمن بوجود الله وخلافي الجوهري معه هو في مسألة ألوهية المسيح عليه السلام ومن حججه العقلية التي يبرهن بها على ذلك أنه لاتفسير لشخص يولد دون أب ومن أم طاهرة ليست متهمة إلا أن يكون ابنا لله.
وأنا أسلم معه بأن مريم عليها السلام طاهرة وهي في عقيدتي كمسلم نموذج للعفة وأن سيدنا المسيح عليه السلام لا أب له وهذه أرضية مشتركة.
غير أن هذا لايستلزم كون من توفرت فيه هذه الشروط يجب أن يكون ابنا لله وإلا فإن المسيحي سيكون عليه أن يقول بأن آدم عليه السلام ابن الله وأن احوى بنت الله أيضا وهو ما يرفضه وأرفضه أنا أيضا ففي سفر التكوين:
(فَأَوْقَعَ ٱلرَّبُّ ٱلإِلٰهُ سُبَاتاً عَلَى آدَمَ فَنَامَ، فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ مَكَانَهَا لَحْماً. وَبَنَى ٱلرَّبُّ ٱلإِلٰهُ ٱلضِّلْعَ ٱلَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ ٱمْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ. )
وفي القرآن: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ).
فعقلي وعقله يفرض علينا أن نسلم بأن من خلق شخصا من غير أب وأم كآدم وخلق شخصا آخر “حوى” من ضلع رجل أي “آدم” كما ورد في الانجيل لايعجزه أن يخلق ثالثا من أم فقط.
أما الملحد فالدائرة المشتركة بيني وبيه أضيق لأنه لايتفق معي في وجود الله أصلا، ومن المعلوم أن مسألة وجود الله شغلت فكرالإنسان قديما وحديثا لأن لدى الإنسان من حيث هو إنسان أسئلة وجودية؟
لعل منها : من أين جئت ؟ ولماذا أنا هنا وإلى أين أنا ذاهب؟
لأن الإنسان يدرك أنه لادخل له في وجوده ولم يستشر لأنه وجد نفسه هكذا وأنه في لحظة ما كان عدما، ثم من الطبيعي أن الأشياء لها غايات وهو أصبح شيئا بعد وجوده فماهي غايته؟ ثم إن الإنسان يلاحظ أن الناس من حوله يموتوت ولايعودون أبدا ، فما الذي جرى؟ فهل الموت هو النهاية لهذا الإنسان روحا وجسدا أم هو نهاية للجسد فقط ؟هل انتهى كل شيء بموتهم ؟أم هناك عوالم أخرى؟
كل هذه الأسئلة تعود في حقيتها إلى السؤال الأول و المركزي وهو : هل لهذا الإنسان خالقا خلقه؟
فإذا توصل الإنسان بالبرهان والأدلة العقلية والنقلية إلى أن له موجدا أوجده وخالقا خلقه فإنه وبشكل تلقائي سيجد الإجابة على كل تلك الأسئلة.
وقد انقسم الناس حول هذه المسألة فجمهور البشرية يؤمنون بقوة غيبية خلف هذا الكون بما فيه الإنسان وإن اختلفوا في هذه القوة فهناك المؤمنون بالإله الواحد الخالق لكل شيئ مثل الأنبياء الذين استرشدوا بالوحي ومن تبعهم وهناك فلاسفة آمنوا بالإله لأن العقل دلهم على ضرورة وجودة علة أولى لهذا الكون.
ونحن كمسلمين حين نتحدث عن وجود الله سبحانه نتفق مع الكثيرين في هذا العالم ولكن سنختلف معهم لاحقا في صفات الله الخالق .
وغالبا عندما تطالب الملحد ببرهان عن إنكاره لوجود الله يرد عليك السؤال لأنك من تثبت وتدعي والبينة على المدعي وشخصيا أرى أن معهم الحق في ذلك
فالمؤمن بالإله من وجهة نظري هو المطالب بامتلاك الأدلة على وجود الله سبحانه.
وعلينا كمسلمين أن نتصالح مع علم الكلام وأدلته وأن نتعلمها ونعلمها أبناءنا كما نعلمهم الأدلة والبراهين العقلية والنقلية، الواردة في القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم .
ومع ذلك فعندما نحاور ملحدا يجب أن نؤجل الاستدلال بالبراهين النقلية وأن نقدم البراهين العقلية فهي الأرضية المشتركة الطبيعة لأي نقاش مع الملحدين.
ولكن قبل أن نبدأ أي حوار أو نقاش ينبغي أن نطالبهم بالتجرد من الأحكام المسبقة والتركيز على البراهين والأدلة لأن التعصب للأحكام المسبقة يحجب صاحبه عن رؤية نور الدليل وهنا أورد ماذكره رائد مدرسة الالحاد في النصف الثاني من القرن الماضي، “أنطونيو فلو” حين قال وهو يشخص المشكل الذي منعه من الإيمان بوجود الله مع نضجه ومع ما شاهده من البراهين، يقول افلو في كتاب (هناك إله) :”إن مفاهيمنا المسبقة هي التي تشكل نظرتنا للبراهين ، فدعونا نعطي فرصة للبراهين والأدلة العقلية أن تشكل تصوراتنا ومفاهيمنا للأشياء”.
فأول برهان ودليل نبدأ به هو : ” حاجة كل محدث لصانع”، أي أن وجود الله له دليل وبرهان قاطع و العقل السليم مفطور عليه وهو أنه لابد لكل محدث من صانع، أي أنه لابد لكل صنعة من صانع وأننا لانشك كعقلاء في غباء من حدثنا عن جهاز تلفزيون أو راديو أو هاتف حدث فجأة دون صانع صنعه!
فلو قلت لملحد بأنني رأيت الرمال في الصحراء تتحرك وتشكل منزلا وحديقة محيطة بهذا المنزل ثم ذهبت به إلى عين المكان فإن عقله مفطور على أن الرمال لايمكن أن تشكل هذا المنزله ولا أن تزرع هذه الحديقة وأن الصدفة يستحيل أن تحدث ذلك فلم يبق سوى أن يد إنسان ما هي التي زرعت الحديقة وبنت المنزل.
فوجود الممكن الذي كان معدوما لايمكن أن يحدث دون مُحدث أحدثه، فالعجب كل العجب أن يعرف الإنسان أنه حادث وأنه لم يكن موجودا في لحظة ما ثم وجد دون أن يكون هناك موجد أوجده وإذا شطح بالإنسان فكره فقال بأنه وجد تسلسلا إلى مالانهاية فهو ابن والده ووالده ابن والده أيضا وهكذا ، فهو أعجب! ومع أن العقل يقول بأن الأب ليس خالقا ولامصورا لابنه وإلا لكان يحدد نوع جنسه وشكله؛ رغم ذلك فلابأس من مناقشة هذا الافتراض الذي سيؤول في النهاية إلى تسلسل العلل غير الذاتية وهو أمر مستحيل عقلا.
فعندما أكتب صفرا وأقولك بأنه يساوي ألف فستسألني من أين أخذ الصفر هذه القيمة، فإن قلت لك من الصفر الذي يليه، فإن سؤالك يظل مطروحا ومن أين أخذها الصفر الثاني ، فإن قلت من الصفر الذي يليه وهكذا فهذا لن ينتج ألفا ولاشيئا لأن تسلسل العلل غيرالذاتية مستحيل فإذا كانت هناك ألف فلابد أن يكون هناك عدد ذاتي.
فمادام هذا الكون أمامنا ولاسبيل لنا لنفي مافيه من موجودات فلابد أن تكون هذه الموجودات المحدثة تعتمد في وجودها على شئ وجوده نابع من ذاته وليس فيضا من غيره وإلا مضت السلسة إلى مالا نهاية .
فلابد من علة أولى لهذا العالم ولايقبل العقل أن تكون هذه العلة محدثة أيضا.
فإذا انطلقنا من فرضية أنه كانت هناك فترة لم يكن هناك شيء موجود وأن هذا الكون كان معدوما ثم بدء يوجد شيئا فشيئا وبينما كان العدم هو المسيطر إذا بهذا العدم يتحول إلى هذا الوجود.
فإن العقل البشري بعد التأمل يرفض هذه الفرضية لأنها تفرض عليه أن يقبل برجحان الشيء بغير مرجح وهو مستحيل عقلا.
ثم هناك فرضية أخرى يقول بها بعض الملحدين وهي أنهم يعترفون بحدوث العالم ولكن عن طريق التفاعل الذاتي فأول ماوجد هو غاز السديم الذي تفاعل مع نفسه وتكاثر ثم تطور وأنتج مانراه، فالعالم حادث ولكن عن طريق التفاعل الذاتي ولا ضرورة للحديث عن وجود خلقا.
وهنا لنفرض معهم أن أول ماوجد هو غاز السديم كمايسمونه ولكن هل سيتغير السؤال؟
الجواب : لا لن يتغير فعقولنا البشرية تفرض وجود حلقة مفقودة سؤالها: من الذي أوجد غاز السديم من العدم؟ فالغاز كان معدوما ولابد له من طاقة خارجية توجده، فمن الذي أوجد الغاز حتى يتفاعل.
فعندما تقول لي: أوجده التفاعل الذاتي هو الذي أوجده فأنت تمارس مغالطة منطقية وتخدعني وتخدع نفسك لأن السؤال الأول لم يتغير بل أصبح أكثر إلحاحا فالتفاعل يتطلب وجود جزئين على الأقل فمتى وجد أصغر جزيئات الغاز وكيف وجد وهل يمكن للجزيئ أن يلعب دور العلة والمعلول في آن واحد لأن هناك مستحيل عقلي يمنع هذا وهو مايسمى في كتب الكلام بالدور.
أي توقف الشيء على ذاته ومثال ذلك أن يقال إن الذي يحمل الكرسي هو زيد ومن يحمل زيد هو علي ومن يحمل علي هو الكرسي الذي يحمله زيدا.
فالعقل البشري السليم لايقبل هذا الكلام لأن الكرسي محمول لزيد وزيد محمول لعلي فيكف يكون الكرسي حاملا لمن يحمله.
فالعالم إذن يصح وجوده ويصح عدمه على السواء فلو حدث بنفسه ولم يفتقر إلى محدث لزم أن يكون وجوده الذي فرض مساواته لعدمه راجحاً بلا سبب على عدمه الذي فرض أيضاً مساواته لوجوده وهو محال فتعين أن يكون المرجح لوجوده على عدمه ولكون وجوده في الوقت دون وقت آخر غيره هو الفاعل المختار سبحانه وتعالى.
فمن خلال أقسام الحكم العقلي وتأسيسا عليها فقط يمكن أن ألزم الملحد المتجرد للبحث عن الحقيقة بأن هذا الكون لابد له من موجد أوجده وأنه يستحيل عقلا أن يوجد هذا الكون بمافيه من تناسق دون صانع ولايقبل من عاقل أن يقول بأن الصفدة يمكن أن تصنع مانراه وقد رفض انيوتن أن تكون الطبيعة أو الصدفة مصدرا للكون ووضع سؤاله الشهير: “هل تدرك الطبيعة خصائص الضوء وتعمل على ملاءمة أعين الحيوانات والحشرات معها؟ وقد جزم انيوتن بأن حركات الكواكب الراهنة لايمكن أن تكون قد انبثقت عن أي علة طبيعية وإنما فرضتها قوة عاقلة”
وختاما أرى أن واجب العلماء والباحثين في العلوم الشرعية اليوم يحتم عليهم أن يحصنوا المجتمعات المسلمة لاسيما الشباب من الشبه الالحادية المعاصرة وأنه آن الأوان لنتصالح مع علم الكلام دراسة وتجديدا لعلم نجح في حراسة العقيدة الإسلامية لقرون خلت واستطاع أصحابه أن يفندوا مايثيره المنحرفون والماديون والملحدون من شبه ومغالطات منطقية تستهدف العقيدة الإسلامية أو تستهدف الإيمان بالله ووجوده بشكل مطلق وبينما أنصح غير المتخصصين بتجاهل مايثيره الملحدون من شبه حول العقيدة والثوابت الدينية فإنني أطالب المتخصصين في العلوم الشرعية وعلم الكلام والفلسفة الإسلامية بمطالعة ما يثيره هؤلاء من شبه فإن أي محاولة للرد عليهم دون قراءة مايكتبونه بروية ستكون ناقصة وفاشلة لأن الحكم على الشيئ فرع عن تصوره وقد كان علماء الكلام يردون على الفلاسفة وأصحاب البدع بنفس الأدلة التي يقررون بها مذاهبهم ويجب أن تقوم الحكومات والجامعات الإسلامية ومراكز البحوث بتشجيع الدراسات الحديثة في علم الكلام وإنشاء مختبارات بحثية خاصة بهذا العم فبذلك نحرس العقيدة الإسلامية التي هي الأساس الجهوري لبقاء الإسلام وقدررته على التفاعل الديني والحضاري.