“أبوظبي للإعلام” تقع في “فخ أرطغرل”…تفاصيل
الموريتاني : ما إن بدأت مؤسسة “أبوظبي للإعلام” ببث الفيديو الترويجي لانطلاقتها الإعلامية للسنوات المقبلة؛ حتى ربط كثير ممن شاهدوا الفيديو بين “التحية” التي يؤديها الإعلاميون الإماراتيون وبين “التحية” التركية التي انتشرت بشكل لافت في مسلسل “قيامة أرطغرل”، والمتمثل بوضع اليد على الصدر، وذلك في الوقت الذي يشن إعلام أبوظبي هجوماً عنيفاً على تركيا وتاريخها العثماني أو كل ما يتصل بها من قريب أو بعيد.
يظهر في الفيديو الترويجي، الذي بث يوم 19 فبراير كإعلان عن “الانطلاقة الجديدة” الهادفة لتجميل صورتها التي تشوهت كثيراً عالمياً، شخصيات إعلامية وفنية وهي تؤدي “تحية أرطغرل” على اعتبار أنها إشارة أساسية تميّز الفيديو الترويجي مع عبارة “حاضر”، دون أن تخطر في بالهم – كما يبدو- أنهم يقلدون أحد من يعتبرونهم أعداء، حيث لا يخطئ هذه التحية من كانوا يتابعون “أرطغرل” ويتذكرون المسلسل.
وتأتي إعادة بلورة سياسة الإعلام الإماراتي في محاولة لتجميل صورتها داخلياً على وجه الخصوص، وخارجياً، في ظل تدخلاتها العنيفة في العديد من الساحات العربية، وعلى وجه الخصوص في اليمن وليبيا، وفي تركيا والعديد من الدول، لا سيما أن التقارير الدولية أصبحت توجه أصابع الاتهام بشكل مباشر ودون مواربة لدور أبوظبي الخطير في تغذية الصراعات في المنطقة العربية.
وشكل المسلسل التاريخي التركي “قيامة أرطغرل” صداعاً للسلطات في الإمارات، ما جعلها تتحرك عملياً في مواجهته من خلال إنتاج مسلسل “ممالك النار”، في محاولة للنيل من تركيا وتشويه تاريخ الدولة العثمانية، إلا أن المسلسل الإماراتي السعودي أخفق ولم يتمكن من الوصول إلى تأثير ونجاحات مسلسل أرطغرل الذي حمل معاني ورسائل ترفضها أبوظبي بشكل قاطع وتحارب كل من يحملها.