ثوران بركان أسعار أول أيام رمضان / عبدالرحمن الطالب بوبكر الولاتي

حل شهر رمضان هذا العام والأزمات التي نعيشها في موريتانيا تفاقمت أكثر من الطبيعي اصبح شهر رمضان المبارك نوعاً من التسابق للشراء بالنسبة للكثير من الناس، وذلك لأسباب كثيرة، منها ارتباط هذا الشهر الفضيل بالعديد من التقاليد المحببة لدينا نحن الموريتانيين، والتي إعتاد عليها من حيث إعداد وجبات الافطار، والسحور، وما بينهما من عادات باتت تميز هذا الشهر الفضيل بحشد الولائم وتنوع الأطعمة لمائدة رمضان.لكنه لابد دائما من التذكير بأن هذا الشهر المبارك، هو أولاً وآخراً مناسبه دينيه كريمة، للعبادة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى ومن هنا أخذ هذا الشهر الفضيل أهميته وقدسيته لدى المسلمين عامة و الموريتانيين خاصة، ولعل أهم ما يجب أن نتذكر هو أن رمضان إلى جانب كونه فرضاً، هو أيضا مناسبه إسلاميه هامه ورساله إنسانيه كبيره لتعلم الصبر، والتراحم بين الناس.فلابد من التذكير ونحن نعيش أول يوم من الشهر الفضيل من أن نعمل في إطار ما تستجوبه علينا هذه المناسبة الكريمة والفائدة المرجوة من هذا الشهر الذي كرم الله به المسلمين بالتقرب إلى الله بالعبادات والأعمال الصالحة، وبالتيسير على الناس ومساعدتهم في هذا الشهر على توفير ما يحتاجونه من مأكل ومشرب.إلا أننا ومع الأسف نرى أن هناك من الناس ولا سيما التجار، الذين ينتظرون هذا الشهر المبارك بفارغ الصبر، ليس باعتبارها مناسبه دينيه للتقرب إلى الخالق عز وجل بل هو مناسبه لتحقيق الأرباح الخيالية (الجشع والطمع والكسب السريع) أحيانا من خلال زيادة الأسعار، وكذلك إستغلال ظاهرة الشراء التي ترتفع مع شهر  رمضان لتحقيق أرباح كبيره وفي فترة زمنيه قياسيه، مما يلقي بالمزيد من الأعباء على كاهل الكثير من الناس.فهل نعرف لماذا ترتفع الاسعار في رمضان؟إن التضخم يُحدِث لدى المستهلكين توقعات وتخوفاً غير عقلاني من إرتفاع الأسعار بشكل مفاجئ مما يؤدي إلى شراء كميات كبيرة في وقت واحد لإعتقاد المستهلك بأن الأسعار سترتفع فجأة او تختفي من الاسواق، وهي ظاهرة تغذيها الشائعات في ظل غياب المعلومات الصحيحة. ولأنها تعدت الحدود العقلانية ، وأصبحت ظاهرة عالية الضرر فيما يعرف في علم الاقتصاد بشراء الهلع والإسراف في تناول الطعام ، والميول الاستهلاك المرتبطة بالشهر الفضيل، بخلاف المنظور الديني الحقيقي له. يضاف إلى ذلك أثر الغريزة التجميعية لدى الإنسان وهي ظاهرة ليس لها علاقه بالعوامل الخارجية، بل هي استجابة لرغبة داخلية نفسية لدى الإنسان يغديها (الجوع – عدم الثقة من توفر الغذاء لدى الحاجة إلية). وأيضاً جشع التجار، من خلال زيادة الأسعار لتحقيق أرباح كبيرة في فترة زمنية قياسية وهو أمر لا ينافي تعاليم الدين الإسلامي الحنيف فقط، وإنما يتعارض مع الأخلاق المتعارف عليها إجتماعيا لا سيما وأن ديننا الحنيف يحضنا دائماً على عدم الإستغلال والغش والجشع لأن زيادة الأسعار وبالأخص أسعار المواد الغذائية الرئيسية، لا يختلف عن الغش في بشاعتة، لما لهـا من آثار ضارة ومرهقة للكثير من فئات المجتمع. كل هذه الظروف توفر بيئة مواتية تماماً لارتفاع الأسعار خلال شهر رمضان المبارك.
فهل هناك حلول للتعامل مع هذه الظاهرة؟• أولاً: إستيراد السلع الرمضانية مباشرة وتوفيرها لتجار التجزئة بسعر التكلفة، لإيجاد منافس لتجار الجملة اللذين قد يقومون بتقليص المعروض وبالتالي زيادة الأسعار.• ثانياً: زيادة المنافسة بين التجار الجملة والتجزئة: مؤشر للأسعار يضم جميع السلع بما فيها السلع الرمضانية المطلوبة  خاصة.• ثالثاً: زيادة في  الرقابة  للتأكد من إلتزام المتاجر بالأسعار المطلوبة والمحددة.• رابعاً: نشر الوعي الاستهلاكي  الإقتصاد وعدم الإسراف بالإضافة  إلى عدم شراء كميات أكبر من الحاجة المطلوبة  ومقارنة الأسعار قبل الشراء بين الاسواق  والمتاجر.• خامساً: توفير المواد الرمضانية الأساسية للأسر المحتاجة بأسعار رمزية، من خلال الجمعيات الخيرية، ومن شأن ذلك أن يخفف العبء عليهم.وبذلك يكون الشهر الفضيل يسيراً على الناس، لاسيما ذوي الدخل المحدود والمحتاجين. قال تعالى: {وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً} صدق الله العظيم.وفي الاخر تمر الايام الاولي من ايام شهر رمضان وتهبط الاسعار وخاصة منها اللحوم والخضروات والفواكه بأنواعها والسلع الاساسية.ومن خلال زيارتي اليوم لبعض الاسواق بالعاصمة انواكشوط لاحظت ارتفاع غير مسبوق في الاسعار اغلب ومعظم الحاجات الاساسية حيث ارتفع سعر  التمر الطيبات 1Kg ليصل الي 3500 أوقية  بدل 1800 أوقية و 5Kg من الدقيق معجنات حلويات الي 2500 أوقية بدل 1700 أوقية ولكن بنفس الوقت نلاحظ ارتفاع لسعر الخضروات و الفواكة أحيانا اختفائها في بعض الولايات الوطن بشكل واضح وذلك رغم رفع الجمركة عن مواد غذائية اساسي. ان زيادة الاسعار في السلع الغذائية والاستهلاكية سببه هو رغبة التجار في تحقيق المزيد من الأرباح والضرب بمصالح المستهلكين عرض الحائط، ورفع الأسعار في شكل غير مبرر.ونأكد على ان الدولة لها دور كبير في رفع الاسعار لعدم تشديد العقوبة على التاجر الذي يسعى لرفع سعر اي سلعة ضرورية من دون اي مبرر، مضيفا «ان التجار في موريتانيا هم الذين يقومون بتحديد الاسعار وباحتكار بعض السلع الضرورية للمستهلك».رمضان مبارك عليكم جميعا…. وكل عام والجميع بخير وعافية.حفظ الله  موريتانيا  وجعلها آمنة مطمئنة .

زر الذهاب إلى الأعلى