ترامب في مرمى اتهامات بولتون ( إعدام الصحفيين )
الموريتاني : وجّه مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون سيلا من الاتهامات للرئيس دونالد ترامب، ضمّنها في كتابه الذي تسعى الإدارة الأميركية لمنع توزيعه، وفتح ملفات عديدة تتعلق بمقتل خاشقجي وسياق الرئاسيات والتستر على ابنته إيفانكا ترامب.
واتهم بولتون الرئيس ترامب بارتكاب أخطاء فادحة، منها أنه طلب صراحة من الرئيس الصيني شي جين بينغ المساعدة في انتخابه لفترة ثانية.
وقال بولتون أيضا إن الرئيس الأميركي عبّر عن استعداده لوقف تحقيقات جنائية وإسداء “معروف شخصي لطغاة يحبهم”، وذلك وفقا لما ورد في مقتطف نشرته صحف أميركية من كتاب بولتون “من قاعة الحدث: مذكرات من البيت الأبيض”.
وتصور المقتطفات رئيسا يسخر منه كبار مستشاريه ويعرّض نفسه لاتهامات بعدم الأهلية أشد بكثير من تلك التي دفعت مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون للسعي لمساءلته وعزله العام الماضي.
وتقدم مزاعم بولتون ذريعة جديدة لمنتقدي ترامب قبل انتخابات الرئاسة المقررة في 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بما في ذلك حوارات منسوبة لترامب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ.
وفي أشد تصوير مشوِّه لإدارة ترامب من جانب شخصية كانت تعمل بها، كتب بولتون “ثم حوّل ترامب، ويا للعجب، دفة الحديث إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة بالولايات المتحدة، ملمحا إلى قدرة الصين الاقتصادية ومناشدا شي أن يعمل على فوزه”.
وفي المقتطفات التي نشرتها صحف “وول ستريت جورنال” و”واشنطن بوست” و”نيويورك تايمز”، كتب بولتون أن ترامب شدد على أهمية المزارعين الأميركيين وكيف أن “زيادة الصين مشترياتها من فول الصويا والقمح” يمكن أن تؤثر في النتيجة الانتخابية في الولايات المتحدة.
وقال بولتون “كنت أود أن أطبع كلمات ترامب نفسها، لكن عملية المراجعة الحكومية المسبقة للنشر قررت عكس ذلك”، في إشارة إلى إخضاع مسودة كتابه للتدقيق من قبل وكالات أميركية قبل أشهر.
إعدام الصحفيين
ومما جاء في الكتاب أن ترامب أبلغ نظيره الصيني أنه يريد إلغاء المادة الدستورية التي تحدد مدة الرئيس بولايتين متتاليتين، وقد قال الرئيس الصيني له إن الأميركيين يجرون الكثير من الانتخابات، فأومأ ترامب برأسه موافقا.
كما قال بولتون في مقتطفات من الكتاب نشرتها وول ستريت جورنال “لو لم ينشغل الديمقراطيون المؤيدون للمساءلة بقضية أوكرانيا في 2019، ولو أنهم استغلوا الوقت في التقصي بأسلوب أكثر منهجية في مسار ترامب في مجمل سياساته الخارجية، لربما جاءت نتيجة المساءلة مختلفة تماما”.
وعلى الرغم من انتقادات ترامب العلنية للصحفيين، فإن كتاب بولتون نسب للرئيس الأميركي تصريحات من أكثر أحاديثه مدعاة للتوقف.
فخلال اجتماع انعقد في نيوجيرسي في صيف 2019 قال ترامب -حسب رواية بولتون- إن الصحفيين يجب إيداعهم السجون حتى يكشفوا عن مصادرهم “هؤلاء يجب إعدامهم. إنهم حثالة”، حسب ما ورد في مقتطفات أخرى نشرتها صحيفة واشنطن بوست.
وفي قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي، قال بولتون إن دفاع ترامب عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كان الهدف منه إزاحة الأنظار عن استخدام ابنته إيفانكا بريدها الخاص لأغراض حكومية.
وقال المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة جو بايدن في بيان “إذا صدقت هذه الروايات، فإنها لن تكون بغيضة أخلاقيا وحسب، بل تمثل انتهاكا لواجب دونالد ترامب المقدس أمام الشعب الأميركي”.
أما الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر، فقد قال في إفادة أمام مجلس الشيوخ إن رواية بولتون “غير صحيحة على الإطلاق”.
اتهامات جنائية
ورفعت الحكومة الأميركية دعوى لمنع بولتون من نشر الكتاب، مشيرة إلى مخاطر تمس الأمن القومي، وهي تسعى إلى انعقاد جلسة بالمحكمة غدا الجمعة.
وقال ترامب لقناة فوكس نيوز في مقابلة منفصلة، إن بولتون خرق القانون بإدراجه معلومات في غاية السرية بالكتاب.
وأوضح محامي بولتون أن موكله عمل لعدة أشهر مع مسؤولي مجلس الأمن القومي لإزالة المعلومات السرية من المذكرات، وأن البيت الأبيض يستخدم عملية المراجعة ذريعة لفرض رقابة.
ورفضت دار النشر “سايمون أند شوستر” الاتهامات، وقالت إنها وزعت بالفعل “مئات الآلاف من النسخ”.
وفي السياق ذاته، قالت صحف أميركية إن مدعين فدراليين يبحثون إمكانية توجيه اتهامات جنائية إلى بولتون.
ونقلت صحيفة لوس أنجلوس تايمز عن مصادر أن مناقشات داخلية تجري على أعلى مستويات في وزارة العدل وبمشاركة الوزير وليام بار.
وأوضحت أن المناقشات تتناول اتهام بولتون بالكشف عن معلومات مصنفة سرية، ورفعت وزارة العدل الأميركية دعوى أمام قاض فدرالي تطالب بولتون بعدم نشر مذكراته المرتقبة يوم 23 من هذا الشهر.
وتقول الوزارة إن بولتون انتهك اتفاقا يقضي بعدم الإفشاء عن أي معلومة بشأن عمله في البيت الأبيض، وضرورة الحصول على موافقة مجلس الأمن القومي.المصدر : الجزيرة + وكالات + الصحافة الأميركية