على ذكر “لمعلمين” ليتنا كنا يهودا..!/ محمد فال ولد حرمه
ما نعرفه عن لمعلمين أنهم قوم أشراف اختاروا لأنفسهم أن يعيشوا بعفة وكبرياء فحملوا على أنفسهم مهمة النهوض بهذا البلد من خلال امتهانهم للحرف الفنية والصناعة التقليدية، التي ظلت ولا تزال الرافعة الأساسية التي يقوم عليها اقتصاد هذه البلاد.
وحتى مع ما عرفته الحياة من تطور تقني في مجال الصناعة إلا أن ذلك لم يفقد مهنتمهم الشريفة القها وقدرتها التنافسية، بل عكس صمودها في بعض الأحيان وتفوقها في احيان أخرى..
لمعلمين مثال للالتزام الدني و للكرم والمرءة والنخوة والعفة.. وليسوا أبدا ممن يمكن فرض الإسلام عليهم ولا ممن يجوز الغمز في كونهم موالي ولا اتباع، ولعلكم ذكرتم ذلك عن غير قصد عندما قلتم إن الأسرة الواحدة من هذه الفيئة توجد في أكثر من قبيلة دون أن تطمر هويتها أو تغيب حقيقة انتمائها، وهذه السيمة من خصائص المعادن الثمينة التي لا يمكن تحويلها أو تدويرها لتعطي عكس حقيقتها..!
لمعلمين قوم لا يمكن وصفهم باليهودية فكل علماء وحفظة القرآن في هذه البلاد مروا يوما بشيخ من مشايخ لمعلمين دارسين ومتعلمين..!
وظلوا دائما الوعاء الحاضن والحافظ لثقافة وتاريخ هذه الأمة..
أما الحديث عن الاستسغار والاستنقاص فتلك من المسائل التي تميز ثقافة البدو الأجلاف الذين تقوم ثقافتهم وعاداتهم في الانتساب على الطعن والتشكيك والاستسغار حتى للأشقاء، وهذا بالذات ما يفسر التراتبية الظالمة التي يقوم عليها مجتمع كمجتمعنا، ولسنا هنا في وارد الحديث عن أمثلة من هذا القبيل فهي عديدة وكثيرة بحيث لا يمكن حصرها..!
مع أني قد اتفق معك في جزئية من حديثك خصوصا تلك المتعلقة بتهافت الأدلة التأصيلية، لأننا في بلاد السيبة هذه اجترحنا كثيرا وتجنينا على التاريخ والجغرافيا بربطنا للأحداث والوقائع بغير حقيقتها، لنبني بذلك تاريخنا على رمال متحركة من الأمزجة والأهواء لا يمكنها الصمود كثير أمام الواقع والحقيقة..!
وهذه فرضية من بين أخرى تعزز لدي القناعة بأن لمعلمين أشراف من علية القوم لذلك لا يسلمون من هامز ومشكك، عادة الإبل ( توكل الا الكدام منها).
خلاصة إذا كانت اليهودية تعني العفة والورع والكرم والانشغال بالذات وفعل الخير وحبه للآخرين وإقامة الشعائر الإسلامية والحرص على حفظ القرآن كتاب الله وصون أعراض خلق الله في أرضه، كما هي سجايا لمعلمين فليتنا أننا كلنا يهود.