مركز “ملح” الصحي .. صور من تردي خدمات الصحة

وسط منطقة حي السعادة المعروف ب”ملح” عند القطاع 3 (الشياره) جنوب العاصمة نواكشوط، يقع المركز الصحي الوحيد في هذا الحي المترامي الأطراف، هو مرفق صغير يفتقر للكثير من المعدات والأسرة ولا يتمتع بسعة كافية برغم كثرة زواره.

في هذا المركز الذي بني في منطقة بحاجة كبيرة له نشأت قصص محفوظة من المعاناة التي واكبت نشأته ولا تزال تشوهات تلك الحالة مرافقة له حتى اليوم. 

موقع “الموريتاني” قام بزيارة لهذا المركز الصحي في ملح محاولة لنقل بعض قصص المعاناة الدالة على مستوى التردي والاهمال الذي يشهده قطاع الصحة والذي تعكسه حالة الجاهزية والأداء في المراكز الصحية خصوصا في زمن جائحة كورونا

احدى الزائرات كانت تجلس في انتظار معاينة الطبيب وهي تعبر بين الفينة والأخرى عن التذمر والملل وربما ارتفع صوتها ليكون احتجاجا معلنا وصريحا على طريقة المعاملة التي يعامل بها المواطنون في هذا المركز – حسب قولها. 

السيدة ردت على سؤالنا، حول وضعية المركز الصحي قائلة: “هذا المركز الصحفي منذ أسست في نهاية التسعينيات لم يشهد اي تحسن كان في البداية عبارة عن مجموعم من الخيم (خيمة) قبل تشييد مبناه الحالي، الذي جاء هو الآخر صغير جدا ولا يتسع لحاجة أهل المنطقة” لكن المعاناة الحقيقية – تقول السيدة – ليست في البنى التحتية “فقد ظل هذا المركز لسنوات تجرى فيها عمليات الولادة بلا ماء ولا كهرباء”

وهو أمر تقول : “قد يتسبب في  أضرار كبيرة للمرأة والطفل” أما اليوم “فقد أصبح به ماء وكهرباء لكنه بلا طبيب مواظب وبلا طاقم مهني ولا يحترم الدوام ولا يقدم خدمات متاحة ولا مقبولة للمواطنين”

كما تؤكد السيدة “انه بعد ان صار يسقبل سكان الترحيل أصبح يشهد اكظاظا في بعض الأوقات” وهو ما تقول السيد أنه يدعو الى المطالبة بتوسيعه وتوفير طاقم طبي مهني له.

تلك كانت قصة معاناة ساكنة “ملح”  مع مركزهم الصحي الوحيد الذي تأسس خيمة بلا ماء ولا مرعى..  وأصبح منزلا صغيرا بلا طاقم طبي مهني … 

انه واقع ينسحب بشكل لافت على المراكز الصحية في الغالب وعلى عموم تراب الوطن، ودون أن ننظر للتنظير الرسمي علينا دوما أن نستمع إلى صيحات المواطن المدفوعة بوطأة المعاناة

سيدي ولد محمد فال – للموريتاني

زر الذهاب إلى الأعلى