استغاثة مظلومين … النجدة ـ النجدة ـ النجدة
الموريتاني : الكيان الجمركي على شفا حفرة من الانهيار…
الكيان الجمركي ينهار لبنة، لبنة، لأنه بدأ يفقد هويته وعزته وكرامته بإقصاء رموزه وحرمانهم من التقدم: أقل ما يمكن وصفه بالعار ـ والمذلة ـ والإهانة ـ والمهزلة ..
التقم الاختياري بمنأى عن الموضوعية والشفافية والأهلية والكفاءة والأقدمية والتجربة…
أربعة عشر (14) من الجهد والعطاء والخدمة تضرب بعرض الحائط !!!
ثماني سنوات من الأقدمية تُلْقَى في بحر النسيان (الأثير)…
ها هي الجمارك في موريتانيا تقدم على فعل أقل ما يمكن أن يوصف به أنه شنيع ٌ معنويا وماديا وقانونيا !!!
هل من المستقيم في قطاعٍ شبه عسكري أن دفعة 2012 تتعالى على دفعتي 2006 و 2007، من حيث الأقدمية ؟ ناهيك أن جُلَّ هذه اللائحة من المراقبين السابقين الذين كانوا ينتمون للسلك “ب” ولا يحملون من الشهادات غير شهادة الباكلوريا فقط عند الاكتتاب وصنفوا مؤخرا بموجب مسابقة ضمن السلك “أ”، بينما يحمل قَدَّمَ أفراد دفعتي 2006 و 2007 شهادة المتريز وما فوقها عند الاكتتاب، حيث تخول لهم الانضمام للسلك “أ”.
حتى المواطن البسيط لا يقبل بهذه الخُطَّة التي جاء بها هذا التقدم الاختياري اللا موضوعي واللامنطقي واللا أخلاقي واللا مهني واللا إداري…لأنه أسِّسَ على اعتبارات جهوية وقبلية وطائفية وعشائرية وولائية ومحسوبية وزبونية…
وهذا الفعل الشنيع سيكون له صدًى على المدى الطويل لأنه سيولد الشحناء والبغضاء وعدم الانضباط بين أفراد الجمارك، مما يعود سلبًا على أداء الخدمة الجمركية بصفة منتظمة وفعالة، كما سيقلص من عطاء هذا القطاع…
ومما لا شك فيه أن الانضباط في أي قطاعٍ عسكري أو شبه عسكري يعتبر الركيزة الأولى التي ينبني عليه نظام ذلك القطاع.
أضف إلى ذلك أنه من بين من تم اختيارهم ضمن لائحة التقدم الاختياري هذه، من هو في رتبة نقيب ليترأس على من في رتبة رائد !!!
وهذا اختلال صارخ في النظام شبه العسكري ومرفوض قانونا وأخلاقيا بموجب احترام تدرج الرتب !!!
وهذا الاختلال من شأن ينقض المؤسسة حجرا حجرا، فلا أحد يقبل في قطاع عسكري أو شبه عسكري بأن يترأسه أو يقوده من هو أسفل من هو أسفل رتبة في الماضي القريب، وهذا يؤدي إلى شلل المؤسسة وتعطيل خدمتها والتأثير سلبا على مردوديتها…
ولا يمكننا إلا التنويه بعمل لجان مختلفة تم تشكيلها السنة المنصرمة، كان المفتش الرئيسي ولد أعمر سالم قد ترأس لجنة المفتشين التي تتبعت النهج القانوني الدقيق والعادل بتطبيق المعايير القانونية المنصوصة، فاختاروا قائمة من خمسة عشر (15) مفتشا حظوا بالتقدم الاختياري العادل تبعا للدرجات والأقدمية والكفاءة التي حصلوا عليها من رؤسائهم المباشرين، حيث اتسمت هذه الخيارات بالموضوعية والشفافية وأدبيات المهنة، بعيدا عن اعتبارات الجهوية والقبلية والطائفية والعشائرية والولائية والمحسوبية والزبونية.., فغاب عنها أقرب المقربين للمدير العام وثلة من أعوانه الذين تم إدراجهم في القائمة المقترحة ورفضهم رئيس اللجنة رفضا باتا لأنهم لا تتوفر فيهم الشروط القانونية المنصوصة وخاصة معيار الأقدمية الذي يُلْزِمُ ست سنوات (06) من الخدمة في سلك المفتشين. فأدى ذلك إلى حبس وتعليق ذلك العمل ثم إلى إلغائه بصفة نهائية !!!
وحيث كنت ضمن هذه اللائحة المختارة، وقعنا ضحية هذا التعطيل الغاشم الظالم في تلك السنة…
أما بخصوص هذه السنة فقد تم تشكيل لجنة برئاسة المفتش الرئيسي خالد ولد السالك واتبع نفس النهج والمعايير التي تتبعها سلفه، وشكل لائحة تقدم اختياري تتكون من خمسة عشر (15) مفتشا بموضوعية ومهنية وعدالة… لكنهم فوجئوا باستبدال رموز هذه اللائحة بعناصر أخرى مقربة للمدير، وذلك التصرف تم على مستوى الإدارة العامة.
والآن بعد فشلهم، بدأوا يحملون اللجان العادلة أخطاءهم، واستخدموا في ذلك الصحافة التدوينية على مواقع الأنترنت…
وهذا سيؤدي إلى خلخلة النظام الداخلي للجمارك وتزلزل كيانه وفقدانه لهيبته والزج به في تيار اللا مشروعية الصارخ.
قال المفكر والعالم الاجتماعي أمانويل دوركايم: المصلحة العامة تعلو على المصلحة الفردية كما يعلو العقل الجمعي على العقل الفردي”.
إن هذه صرخة مظلومين، موجهة إلى كل من فيه بقية أخلاق مهنية أو مسؤولية أو إنصاف أو رحمة بالضعفاء وإنصافهم من المتغطرسين الذين يعيثون في الأرض فسادا بموجب تمكنهم على رأس الهرم الإداري حيث استغلوا سلطاتهم حربا على القاعدة العريضة للموظفين وانتقوا لأنفسهم بطانة فاسدة تلائم أغراضهم وتخدم مصالحهم على حساب الموظف الضعيف المواطن الذي لا يمكن أن تصل يده إليهم… فهل من مدكر ؟ فهل من منصف ؟ فمن للشاة الضعيفة إذا تولى الأـسد رعيها ؟…
الله، الله، الله، عباد الله، أين من سيقوم ضد هذه الفوضى التي طالت أزمنتها وباضت وعششت وفرخت ؟؟؟
فأين يوجد هذا الحُرُّ الشَّهْمُ الذي سينصف الضعفاء ويضع حَدًّا لغطرسة الطغاة، أين هذا الحُرُّ المُخَلّصُ، كما تمنى الشاعر رؤية طلعته في بيته:
أَتَمَنًّى عَلَى الزَّمَانِ مُحَالاً أَنْ تَرَى مُقْلَتَايَ طَلْعَةَ حُرِّ
نتمنى نحن المظلومين كذلك رؤية طلعته وإنصافنا وتخليصنا من مخالف الجوارح الكواسر الظلمة… فهل من مُدَّكِر ؟ فهل من مُخَلِّص ؟ فهل من مُنْقِذْ ؟ آه، ما أحَرَّ الظُّلم !!! لا معنى للحياة مع مرارة الظلم والضَّيْم !!! الظلم يولد كل ما لا يُرْتَضَى والعَدْلُ يولد الاستقرار والازدهار والرخاء، فأيهما أولى وأحق بالتطبيق ؟؟؟
قال تعالى في هذا المعرض: ” إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون”، صدق الله العظيم.