علي محمد الشرفاء يكتب: الإسلام يحرِّم التنظيمات
قال سبحانه وتعالى مخاطبًا رسوله عليه السلام: «إِنَّ الَّذِينَفَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْإِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ» (الأنعام : 159)
يحذر الله الذين تفرقوا شيعًا وأحزابًا متخذين غير الله أربابًامتبعين غير القرآن كتابًا، ومعتمدين غير رسول الله إمامًا،
تعددت مراجعهم وتفرقت مناهجهم ودب الخلاف بينهم، كماوصفهم ربهم بقوله:
«مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ(31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْفَرِحُونَ» (الروم : 32)
وصف الله التنظيمات بالمشركين
لقد وصف الله في هذه الآية قيادات التنظيمات الإسلاميةوأتباعهم بالمشركين بالله، حيث ذلك حكم الله ولا رجعة فيه،
لأن تلك التنظيمات بمختلف مسمياتها فرقت المسلمين،وخلقت لديهم العصبية والتطرف وتسببت في حروب طائفية،ودينية وتفرقت إلى مذاهب متصارعة.
استباحت الحرمات دمرت المدن وتركتها خرابًا، نشرت الفزعوالخوف لدى الآمنين، جعلوا المساجد ثكنات لتجنيدالتكفيريين والإرهابيين، بدلًا من أن تكون لمن يدخلها آمناعلى حياته،
مطمئنًا في عبادته وصلواته، سوقوا الإسلام للعالم، دينًايدعو للقتل وارتكاب الجرائم ضد الإنسانية.
بينما هو دين دعوة للرحمة والعدل والحرية والتعاونوالإحسان والسلام، جعلوا من شعار (الله أكبر) شعارًامرعبًا،
يخفي خلفه انتحاريًا يحمل حزامًا ناسفًا، يقتل من حوله منأبرياء أطفالًا ونساء.
بينما شعار (الله أكبر) يجعل المتكبرين في الأرض والظالمينيسقطون من الخوف من قدرة الله علي إفنائهم، ويجعل فيالقلوب المؤمنة ثقة بقوة الله في النصر على العدوانوالظالمين.
هكذا شوهوا شعارات الإسلام، وحولوها أدوات للشروالجريمة..
هذا ما صنعته التنظيمات الشيطانية التي اتخذت من اسمالإسلام مظلة، تستظل بها لتبرير جرائمها وعصيانهالشريعة الله.
التكفيريون من المفسدين في الأرض أمثال الإخوانوالتكفيريين وداعش والقاعدة والسلفيين والوهابية والشيعةوغيرها من الفرق،والمذاهب المتعددة والمنقسمة بينها في الأحكام والفتاوي من المفسدين في الأرض الذين يحاربون الله ورسوله ويبدلون كلام الله ومقاصد الآيات التى تنفع الناس وتحريفها لتكون ضد مصلحة الانسان وما يتفق مع نفوسهم المريضة وقال فيهم سبحانه (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَآمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِممَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ(10)(البقرة)
وقد حكم الله عليهم بما ارتكبوه من جرائم ضد الإنسانيةبقوله سبحانه:
«إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِفَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْخِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِيالآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ» (المائدة : 33)
ولن يعفو الله سبحانه عمن أفتوا لهم باتباع الشيطان فيقتل الأبرياء، وفسروا لهم مقاصد الآيات ضد ما يريد اللهلعباده من خير وصلاح وأمن وسلام ورحمة يحيا بها الأنام،
حينما حذرهم الله من إنشاء التنظيمات المختلفة ذات المناهجالمتناقضة وما تصنعه من فتن وتشويها للدين والتباسا في المفاهيم
ولعلمه سبحانه بما سيترتب على تأسيس تلك التنظيماتالتي توظف رسالة الإسلام في تحقيق أهدافها،للتسلطوالسيطرة والبغي على الناس والاستبداد، واستباحت كلشيء في طريقها للوصول إلى السلطة وتحقيق مآربها الخبيثة في تغيب العقول بكلامهم المعسول ويحرضونهم للتقاتل بينهم لتسيل دماءهم فيضيع السلام لدى الناس وينشرون الخوف والفزع ليعم الارتياب والهلع وتنشر الجرائم في كل مجتمع ويختفى الأمان وتضيع حقوق الانسان الذى كرمه الله سبحانه بقوله (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِيالْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْخَلَقْنَا تَفْضِيلًا )(70: الإسراء)
ولعلمه سبحانه بنواياهم الشيطانية وما سيسببونه منمفاسد وظلم، وحذرهم من اتخاذهم طريق التفرق والتحزبوالتعصب بأنهم سيكونون من المشركين،
وذلك حكم الله عليهم كما جاء في الآية الكريمة قوله سبحانه (مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ(31)( مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَالَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)( الروم)
حيث انه معروف حساب المشركين يوم القيامة عقاب اليم في نار الجحيم يصلونها يوم الدين ذلك جزاء كل من يفترى علي الله ورسوله ويحرف الدين.