ترميم (مرصت كبيتال) بعد سنوات من الكفاح (صور)
تمكن ملاك السوق المركزي المعروف بسوق كبيتال ، من ترميم معظم الجهة الجنوبية للسوق بعد تهديد السلطات بهدمه والاستيلاء عليه.
وكان ملاك السوق المركزي قد واجهوا مؤامرة تقف وراءها دوائر مقربة من صنع القرار تهدف إلى الاستيلاء على ممتلكاتهم دون وجه حق بحجة تهالك المباني .
وقد بدت الرحلة الشاقة لملاك الدكاكين السوق المركزي ، والتي نستطردها في موقع “الموريتاني” ، عند صدرت الأوامر بمصادرة السوق ، وبناء سوق موازي يتم تأجيره لاصحاب المحلات ، وملاكها.
وشهدت قضية السوق تجاذبات وكر وفر بين ملاك السوق وعناصر الامن ، وسط تصميم على ترميم دكاكنهم ، رغم مواجهة قرارات ووسائل الدواير المقربة من السلطات العليا أنذاك.
مجلس الوزراء يتخذ قرارا بهدم السوق
خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي المنظم يوم 20/11/2014 في وزارة العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، عقب اجتماع مجلس الوزراء، صرح وزير الإسكان أن الحكومة، قد اتخذت قرارا يقضي بهدم سوق العاصمة، نتيجة لتهالك المباني، وحرصا منها على سلامة المواطنين.
بعد المؤتمر مباشرة ، استدعى وزيرة التجارة ووالي نواكشوط ملاك السوق الخارجي ومؤجري السوق الداخلي ( ما يعرف بكرش البطرون، الذي هو ملك للبلدية) و أطلعوهم على قرار الحكومة القاضي بهدم سوق العاصمة، جميعه، وأكدوا أن هذا القرار تم بناء على دراسة قامت بها الحكومة وتوصلت من خلالها إلى أن السوق أصبح يهدد سلامة المواطنين وممتلكاتهم.
عندها أطلع ملاك السوق الوزيرين والوالي، على أنهم سبق وأن تم استدعاؤهم من طرف لجنة وزارية، أبلغتهم بتهالك السوق وضرورة هدمه، بناء على زيارة ليلية قام بها الوزير الأول ودراسة أنجزتها الحكومة، فتقدم حينها ملاك السوق الخارجي بطلب السماح لهم بتمويل دراسة مستقلة، تطمئنهم على حقيقة بنايات السوق، فوافقت اللجنة الوزارية على طلبهم، وبناء على ذلك اتفقوا مع مكتب دراسات يدعا”كوتيم ” للقيام بهذه الدراسة.
وبعد أيام استدعتهم وزيرة التجارة صحبة والي نواكشوط وبحضور المهندسين الذين قاما بالدراسة لصالح الحكومة وصرحت لهم بأنها كانت في سفر، إبان لقائهم مع اللجنة الوزارية وسألتهم عن الدراسة التي طلبوا القيام بها، فكان جوابهم، أنها ستكون جاهزة يوم الجمعة 21 نوفمبر2014.
وتحدث خلال هذا الإجتماع المهندسين، الذين أنجزا الدراسة وقالا إن ما طلب منهما، هو التأكد من واقع مباني السوق، فقط، دون تقديم الحلول.
عندها أكد ملاك السوق الخارجي على ضرورة عدم التسرع باتخاذ أي قرار وانتظار نتائج الدراسة المتفق عليها، للتأكد من حقيقة مباني السوق، فوافقت الوزيرة شريطة إخلاء الطابق العلوي من السوق.
وقد صرح أصحاب السوق الخارجي للوزيرة ، بأن هناك شائعات تتحدث عن عزم الحكومة الاستيلاء على السوق بعد هدمه وأن ما يقدم من حجج وتبريرات هدفه هو الاستيلاء على السوق بأكمله، وأوضحوا لها أن السوق الخارجي هو ملك خصوصي لهم ومسجل باسمهم في السجل العقاري، تم شراؤه من شركة “فرنسية” وأنهم هم من قام ببنائه في السابق وهم من يحق له ترميمه أو هدمه وإعادة بنائه من جديد.
أكدت الوزيرة أن الدولة تقدس الملكية الخصوصية وتوافق على تولي الملاك ترميم أو تدمير ما يخصهم وإعادة بنائه بشكل تدريجي وأن هذه الشائعات لا أساس لها من الصحة.
الوزيرة تنقلب 100% إلى الخلف
ويوم الخميس الموافق20/11/2014 تم استدعاء الملاك والمؤجرين من جديد من طرف وزيري التجارة والإسكان ووالي نواكشوط وخلال هذا الإجتماع، اعتذرت الوزيرة عن اتفاقها السابق معهم وقالت لهم إن قبولها كان متسرعا، وتم دون التشاور مع زملائها الوزراء المعنيين، مؤكدة أن الحكومة قد قررت هدم السوق والاستيلاء عليه، مؤكدين عدم علمهما بما سيتقرر حوله مستقبلا، وأن البديل المتاح للملاك، يتمثل في كونهم سيحصلون عن طريق الشراء على حوانيت في مشروع سوق جديد، في موقع فرقة الموسيقى العسكرية، المجاور للسوق، ستقوم الدولة ببنائه، الذي سيستغرق سنتين أو ثلاثة تقريبا.
وأن عليهم إخلاء السوق فورا لأن الدولة ماضية في إخلائه وهدمه بالكامل وليس أمامهم، سوى التسجيل لشراء حوانيت سيكتمل إنجازها بعد ثلاث سنوات في السوق المزمع.
بعد يوم من هذا الإجتماع، توصل ملاك السوق بالدراسة الجديدة، فوجدوا أنها تؤكد،عدم ضرورة هدم السوق أصلا، حيث حثت على ضرورة الاكتفاء بترميم جوانب من الطابق العلوي وبناء السلالم من جديد وترميم مناطق قليلة في البقية.
بعدها تأكد المالكون والمؤجرين أن هناك مغالطة ، وأن هناك أيادي تريد نزع ملكية السوق والاستيلاء عليه بطرق ملتوية.. وهو خيار سيمس ممتلكات يعيش عليها ورثة كثر ومواطنين استثمروا فيها كل ما جمعوه من أموال بالكد والتعب في منافي إفريقيا والعالم.
قرار هدم وصفه ملاك السوق بالسخيقف ، الذي سيضرب أسس الملكية الخصوصية، ولن تبقي قيمة للعقارات المسجلة في السجل العقاري، مؤكدين أن القرار لن يتم تطبيقه إلا على جثثهم .
واصل ملاك السوق المركزي احتجاجاتهم الرافضة لقطع الكهرباء عن السوق وهدمه .
وطالب ملاك السوق السلطات بإعادة الكهرباء إليه ووقف إجراءات هدمه ، رافعين شعارت من بينها :
” تدمير السوق المركزي كابيتال هو تدمير لاقتصاد البلد ، لا لتدمير أكبر حاضنة لمعيلي العائلات الأكثر هشاشة في موريتانيا” .
وفعلا نجح ملاك السوق بعد سنوات من مواجهة القرارت المرسلة ، وتمكنو من ترميم معطم محلاتهم ، لقطع الطريق أمام الطامعين في استغلال ممتلكاتهم العقارية.