ندوة بالقاهرة تستعرض كتاب “الطلاق يهدد أمن المجتمع”
أقامت شبكة إعلام المرأة العربية، ندوة بالقاهرة، تخللتها محاضرة للإعلامي هشام الدباغ، عرض خلالها كتاب «الطلاق يهدد أمن المجتمع»، من تأليف المفكر العربي الأستاذ علي محمد الشرفاء الحماد.
تم خلال الندوة التطرق لقضية «الطلاق الشفهي»، وما ينجم عنها من آثار اجتماعية خطيرة، منها تفكك الأسر وتشرد الأطفال، وتطرقت المحاضرة إلى مفهوم «الطلاق» كما ورد في القرآن الكريم، والتوصية بدعم المرأة المسلمة وتخليصها من العوائق الفقهية البشرية.
الدباغ يستعرض كتاب “الطلاق”
- الكاتب يؤكد على أن الأساس هو الخطاب الإلهي وآيات القرآن الكريم ويحدد بدقة عناصر دوام الحياة الزوجية وهي :إذا لم يتحقق بين الزوجين ما أمر الله به سبحانه في قوله: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» (الروم: 21) فلا يعتدي أحدهما على الآخر وأن يتعاملا بالرحمة؛ فلا ينغص أحدهما حياة الآخر ويتم التعامل بكل الاحترام من كلا الطرفين ولا يحق لأيٍ منهما الاعتداء باللفظ أو باليد على الآخر فليس ذلك من الرحمة والمودة، ليظل الزوجان يعيشان في أمن وسلام وتقدير واحترام للمحافظة على تربية الأطفال وبناء شخصية سليمة.
- منح الله الحق لكل منهما في إنهاء العلاقة إذا استحالت العشرة بينهما فليس الزوج عبدًا للزوجة وليست الزوجة أسيرة وعبده الزوج فكل منهما لديه الحرية في حق الطلاق، بشرط أن يتم التخارج فيما بينهما بالتشاور والعدل والمعروف كما أمر الله سبحانه في قوله: «..فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ۗ”..» (البقرة: 233).
تشريع إلهي يمنح الحق لكلا الزوجين بالانفصال على شرط التراضي والتشاور فيما يتعلق بتحديد مسؤولية الطرف الذي سيتولى تربية الأولاد والالتزامات المالية على الزوج بشأن النفقة للزوجة والسكن والإعاشة في حالة مسؤولية الزوجة عن رعاية الأطفال بحيث يتحمل والدهم كافة مصاريفهم من علاج وتعليم وإعاشة.
الطلاق الشفهي:
- تحدث عن «الطلاق الشفهي» الذي لم يرد في الخطاب الإلهي وألا ينفصل الزوجان بلفظ كلمة (طالق) من الزوج، لأن الزوج ملتزم بالتشاور مع زوجته كما أمر الله في الآية المذكورة أعلاه، وما يجري على الساحة الإسلامية هي عادات متوارثة من كتب التراث سلبت حقوق المرأة وجعلت الرجل سيدًا وحيدًا في المنزل مستبد في رأيه لا يعتبر بحق شريكته في الحياة والتشاور في ما يتعلق بمصلحة الأسرة .وفي حالة الاتفاق على الانفصال وفق عقد الزواج تبقى الزوجة في بيتها مدة أربعة شهور فإن وفق الله بينهما ورجعا لبعضهما يتحمل الزوج استمرار زوجته معه بالمعروف والمعاملة الحسنة والاحترام.أما في حالة لم يتم الاتفاق بعد المهلة المعتمدة في العقد فيتم الانفصال بالإحسان ويلتزم الزوج بتسليم كافة حقوقها المعتمدة في العقد وفق التشريع الإلهي.
- أهمية فهم مفهوم القوامة التي تحمِّل الزوج رعاية الأسرة بكل متطلباتها الحياتية من سكن وملبس ومأكل وعلاج وحماية الزوجة والأبناء وليست تعني السيادة للرجل على الزوجة كما كان يحدث في الجاهلية.
رسالة الإسلام تخرج الناس من الظلمات إلى النور:
وأشار إلى أنه من بين المعاني التي يتضمنها كتاب «الطلاق يهدد أمن المجتمع» هو أن رسالة الإسلام جاءت لتخرج الناس من الظلمات إلى النور ويشع نور الرسالة في الكون عدلًا وأمنًا ورحمة وسلام ومساواة بين الذكر والأنثى؛ تأكيدًا لقوله سبحانه وتعالى: «مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» (النحل: 97).
وأكد «الدباغ» على أن المفكر علي الشرفاء الحمادي نوه كثيرًا إلى ما تتعرض له مجتمعاتنا العربية لفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان.
مؤلفات “رسالة السلام”:
وفي ختام الندوة، تم توزيع مؤلفات «رسالة السلام» على جميع الحضور، وهي على النحو التالى:– (*) “الطلاق يهدد أمن المجتمع”.
(*) “المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي”.
(*) رسالة الإسلام رحمة وعدل وحرية وسلام».
(*) “ومضات على الطريق”… الأجزاء الأربعة.
(*) “الزكاة صدقة وقرض حسن”.
(*) “تأملات في كتاب المسلمون”.