طريق الله وطريق الشيطان.. بقلم المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي
الذين اتقوا الله واتبعوا ما بلغهم به رسوله في الآيات البينات، والتي تدعو للرحمة والعدل والحرية في الاعتقاد والإحسان، وآمنوا بالله وكانوا من المصلحين، وجاهدوا أنفسهم ليكونوا من المتقين، وطبقوا تشريعات الله ومنهاجه، والتزموا بما حرمه وابتعدوا عن العدوان وتعاونوا على البر والتقوى، ولم يكونوا من المفسدين في الأرض، ولم يقتلوا الأبرياء، ويهدموا البيوت ويدمروا المدن ويشردوا الأرامل ويستبيحوا الأقطار وينهبوا الثروات ويستولوا على حقوق الناس ظلما وعدوانا، أولئك هم الذين عملوا الصالحات.
أما الذين حاربوا الله ورسوله وأعرضوا عن كتاب الله القرآن الكريم واتبعوا الروايات وخدعوا بالدعايات، وأفسدوا في الأرض وصدقوا العلماء وشيوخ الدين وأصحاب الروايات، فسيفاجأون يوم القيامة عند الحساب، بقوله سبحانه (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ) (الزمر-71-72 ).
أولئك الذين أعرضوا عن آيات الله وتكبروا علي كتاب الله، وأعرضوا عن قرآنه، فسيكون ذلك جزاءهم يوم القيامة، واتبعوا أعداء الله المفترين على الله وعلى رسوله، وآمنوا بهم وانصرفوا عن كتاب الله قرآنه العظيم، فسوف يرون جزاءهم يوم القيامة، وسيجدون ما وعدهم به شيوخ الدين وناقلو الروايات وأئمة المذاهب من الأوهام، تبخرت مع حرارة الجحيم، لا يملك لهم علماؤهم من أمرهم شيئا فقد خسروا الدنيا والآخرة.
وأمًا الذين آمنوا بالله وصدقوا بآياته واتبعوا ما جاء به رسوله في كتابه الكريم فسيكون جزاؤهم كما قال سبحانه (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ)( الزمر -٧٣).
فليستيقظ المخدوعين بكلام أتباع الشيطان الذين غرروا بهم ليفقدوا حياتهم باسم الجهاد، ويخسروا ما وعدوهم يوم الحساب، حينها لن ينفع الندم، ولن يرجعهم الله للدنيا ليصححوا أخطاءهم، فقد جفت الأقلام وطويت الصحف ولن يبقى غير قول الله سبحانه (فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (يس-83)