ما نحتاجه هو حوار شامل داخل النخبة السياسية … محمد / أعليوت
الأزمة سياسية داخل الفريق الواحد لكنها تتعدد بتعدد الفرق فلا تخلو تشكيلة سياسية من انقسامات حادة في اغلبها تعيق الانسجام وتنهك الرؤى وتغذي الإحباط لدى الغلابة الذين ينتظرون الحلول من نخبة متآكلة متصارعة يقف تركيزها عند لحظة توزيع الفهم المساير للواقع عن تأسيس الوطن الخاص بنا كمجموعات قذفت بها اكراهات التاريخ ومتاح الجغرافيا ان عمّرت هذه الرقعة البكر في اكثر مساحاتها الآهلة اليوم واتخذتها كملاذ وكحاضن وكحلبة صراع يبدوا انه لن يتوقف فكلما تنفس احد مكوناته الصعدى اذا بنا نعد العدة ونجمع الحلفاء ونتوهب للحرب المدمرة والتي اغلب اسبابها قراءة قاصرة لتاريخنا وتأويل ماكر لبعض احداثه بالاضافة الى استفادة النظام القائم في كل لحظاتنا من وضعية الشحن والاستعداد للمواجهة تلك الاستفادة التي لو وظفها اول نظام في فرض قانون الجمهورية مهما كانت نواقصه وفرض الدولة بدل الاشكال العتيقة واقررنا رفض المجاملة والتسويف ورسخنا ثقافة المصارحة والمكاشفة بدل المغالطة والاحتكار لما كان حال نخب الوطن على ماهم عليه في الالفية الثالثة من ميلاد المسيح عليه السلام .
مبتورة دوما احدى ايادي الوطن ومقطوعة رجله ومنتهك جهد تأكيده كبديل واحد عن كل الأشكال المنافسة والسبب ان طموح البعض فوق امكاناته المكتسبة علمية كانت او قيادية فليس الكل موعود بما يحلم به فالتوفيق للطموح من اختصاص الخالق جلّ في علاه ولا دخل للخطابة ولا للترتيبات ولا لإرادة الافراد فيه انما التوفيق وحده من يوصل اصحاب الطموح لذالك فالنخفف حدة المنافسة على المجهول والنتنازل لبعضنا البعض من اجل ان نستمر كفريق وكنخبة تستفيد من اخطاء السلف وتسعى بجد لتأمين بقاء الخلف بقاء قويا معبرا عن رحابة تقبلنا للآخر معترفين لأصحاب السبق بسبقهم ولأصحاب التوفيق بتوفيقهم .
لقد حان الوقت من اجل تأكيد تصديقنا للأخوة في العقيدة وفي الوطن دون ان نفرضها بقوة القانون لنمنحها بقلوبنا وبرحابة صدورنا فمن العار ان نكون مسلمين وابناء وطن واحد ونحن نجتهد في اعاقة تقدم البلد او العبث بمكاسبه فخسارة المكتسبات نكسات للوطن نفسه لن تضر المستهدفين منها وسيسجلها المراقبون في السجل الاسود لاصحابها وسيحاسبهم الوطن والتاريخ وستكون الفعلة اكبر دليل مادي لا اخلاقي يؤكد حاجتنا الى حوار وطني شامل لنخبتنا السياسية لعلها تقنع نفسها ان الوقت تجاوز محطة انتظار المصالحة الداخلية والاعتراف بحتمية التكامل والعمل على تحقيقه كنخبة سياسية ديمقراطية ترسخ قيم التناوب وتحافظ على النظام التعددي وتكرس النظام الديمقراطي المتين المؤسس على ثنائيتي الاغلبية والمعارضة حتى نجتاز معا مطبات االظروف المخيفة للوطن وللعالم فالخطر يتهدد الجميع ومساهمات الاوطان تكون قوية ومعبرة كل ما كانت نخبته اكثر وحدة واكثر تعبيرا عن صدق رقبتها في كسب الرهان تحت ظل القيادة التي تمكنت من كسب ثقة اغلبية الشعب مهما كانت وبذالك نؤكد نوايانا في تدعيم الثقة وطمأنة الشركاء والحلفاء ايضا .