ذكرى وفاة العقيد مصطفى بن دياعي.. حتى لا ننساك!!
بسم الله الرحمن الرحیم
وصلى الله على النبي العربي الأمين وعلى آله وصحبه وأمته أجمعين.
في مثل هذا اليوم 2 نوفمبرمن سنة 2019م تحل الذكرى الثانية لوفاة المغفور له العقيد مصطفى بن دياعي، في مثل هذا اليوم ترجل فارس من فرسان النبل والشهامة والأخلاق الفاضلة، فطويت بذلك صفحة من صفحات المجد، إذ ترجل الفارس وخرج الميدان بعزة، لكنه ترك إرثا إنسانيا لا ينسى، تمثل في جملة من الخصال، يصعب تعدادها وحصرها، وأكثر هذه الخصال إضاءة، ما اتفق عليه أحباؤه وأصدقاؤه ومن عرفوه، من مكارم الأخلاق، ومعاني العطاء الإنساني، ويتجلى ذلك في جملة من المزايا، منها على سبيل المثال لا الحصر:
1- إنفاقه في سبيل الله: دون أن يشعر أحد من أقاربه أو أصدقائه، فكأنما تمثل قول الله تعالى في شأن الصدقات: “وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم”، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في شأن السبعة الذين يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله: “ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه”، فقد انكشف بعد وفاة المغفور له، حجم الإنفاق الذي كان يعتاده، عندما اخبر بذلك من كان يتعهدهم بالإنفاق سرا، وأغلبهم فقراء ومحتاجون لا يعلم بحالهم غير ربهم، فمنهم من يسدد عنه نفقات العلاج، ومنهم من يبني له بيتا يِؤويه، ومنهم من يعينه في أحوال معاشه، والقائمة تطول.
2- الأخلاق العالية الرفيعة، شهد بذلك الأصدقاء، والزملاء في العمل، ومن يعرفه عن قرب، فقد كان محافظا على أخلاق النبل والشهامة: الأخلاق في الكلام، والأخلاق في الجلوس والقيام، والأخلاق في معاملة الصغير والكبير، والأخلاق في الاجتماعات العامة والخاصة.
ومن المعلوم أن حسن الأخلاق خصلة من أكثر ما يدخل الناس الجنة كما بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى.
3- الانضباط في العمل، والنزاهة في تأديته، وحسن الخبرة، لذلك نال الأوسمة من الدولة بفعل هذه الميزات الرائعة، ولا غرابة أن تسمى الدفعة السابقة من دفعات الجمارك باسم “المصطفى دياعي”، وقد تولى إدارة الجمارك مرات عديدة في مدن مختلفة، فكان الجميع يتفقون على معاملته الطيبة لمن يدخلون تحت طائلة إدارته، يضاف إلى ذلك حسن التسيير والبعد عن الشبهات في العمل.
ولقد كانت الفنانة النانه بنت النانّ صادقة عندما قالت فيه:
لا شك أن مثل هذا الفارس يُبْكَى بالدم والدمع، لكن الذي يملكه محبوه هو أن يسألوا الله تبارك وتعالى أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يتقبله مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، إنه ولي ذلك ومولاه، كما يسألون الله أن يبارك في خلفه، وأن يجعله خير خلف لخير سلف.