الرباط تحتضن ندوة فكرية تحت عنوان ” رسالة الإسلام تعاون وسلام”
انطلقت صباح السبت ١٣ اغشت بفندق ابيس وسط العاصمة المغربية الرباط اعمال ندوة فكرية ، نظمتها جمعية رسالة السلام العالمية ، وبعد الافتتاح بآيات بينات من الذكر الحكيم، تناول الكلام الأستاذ اماي الخليل رئيس جمعية رسالة السلام بالمغرب الذي رحب بالحاضرين، وعرض برنامج الندوة.
ثم تحدث عن أهمية موضوع المدوة الذي هو “رسالة السلام تعاون وسلام”، معطيا أمثلة من التوجيهات التي تضمنتها كتب الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي.
وقال ” علينا أن نقف وقفة إجلال وتقدير لمفكرنا العربي الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي هذا العالم الذي بدوره لعب دورا محوريا في تنقية الإسلام من الشوائب وأنار درب المسلمين في شتى أنحاء المعمور بتبيانه قول الحق والدعوة للسلام”.
وقال “إن برنامج الندوة يتضمن قراءات في كتب الدكتور علي الشرفاء ونقاشات لمضامينها”.
وبعده تناول الكلام الأستاذ حي معاوية حسن الأمين العام مؤسسة السلام للدراسات والبحوث الإسلامية، فرحب بالحاضرين، وهنأ جمعية رسالة السلام العالمية بالمغرب على تنظيمها لهذه الندوة المخصصة للبحث والمناظرة في موضوع هام جدا ألا وهو “رسالة السلام تعاون وسلام”.
وقال “لمؤسسة السلام العالمية كما لجمعية رسالة السلام العالمية بالمغرب ،كامل الشرف بتنظيم هذه الندوة في ظل هذا العهد الميمون عهد جلالة الملك محمد السادس أعزه الله وأيده ونصره، مؤكدا استحضار، الندوة اليوم، لتجربة التعايش بين الديانات في المغرب على مر التاريخ، ولقيم التعايش والحوار التي ما فتئ أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس يدعو لها في خطاباته”.
وأضاف “إننا نضع أمامنا في هذه الندوة آيتين محكمتين من كتاب الله لنسترشد بهما في إثراء نقاشاتنا، وهما قول الله سبحانه وتعالى في الآية 13 من سورة الحجرات: ” يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم”، و( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله ان الله شديد العقاب)”.
وقال “ففي الآية الأولى، كما تلاحظون، يبلغ الله الناس بأنه خلقهم من نفس واحدة وجعلهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا ويتعاونوا على الخيرات وتحقيق السلام في مجتمعاتهم ليحيا الانسان حياة طيبة، وفي الآية الثانية يدعو الله الناس للتعاون لمًا يحقق أمنهم واستقرارهم في أوطانهم، لينصرفوا للبناء والتعمير والارتقاء بمجتمعاتهم بالعلم والمعرفة وتحقيق الحياة الكريمة في تأمين معيشتهم ومساكنهم، ولتتحقق لهم الأجواء السليمة لتربية أبنائهم، وليستكملوا مسيرة الأجداد في التنمية”.
وتابع الأستاذ حي معاوية حسن “نترك المجال للمناقشات، وقد وزعنا إثراء للندوة وتوسيعا لآفاق التفكير، مجموعة من الكتب الثرية التي ألفها المفكر العربي البارز الدكتور علي محمد الشرفاء الحمادي حفظه الله، والتي حث فيها بفكر تنويري أصيل على التمسك بقيم السلم والتعاون، ووضح فيها للمسلم مراد الله تعالى منه في حياته الدنيوية وفي مصيره الأخروي”.
وبعد ذلك، تابع المشاركون محاضرة تحت عنوان “حرية المعتقد انطلاقا من قوله تعال: لا إكراه في الدين“، قدمها الاستاذ محمد اشماعو وهو حقوقي ومحامي بهيئة المحامين بالرباط وأستاذ جامعي.
وأشفعت المحاضرات بنقاشات ثرية وأسئلة للجمهور رد عليه المحاضر بكفاءة عالية.
وبعد ذلك تناول الكلام الأستاذ فاضل المصدق الأمين العام لجمعية رسالة السلام بالمغرب الذي قدم قراءة مفصلة في كتاب “رسالة الإسلام” للمفكر علي محمد الشرفاء الحمادي.
وتوقف الأمين العام عند قول الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي ” فالله يأمر الناس بالتعاون فى كل المجالات، ولكن ينهى عن استخدام شعار الإسلام وسيلة لإغراء الناس ودفعهم بالعاطفة الدينية مستغلا فيهم تلك المشاعر الإسلامية فى سبيل تحقيق مصالح دنيوية أنانية تحقق مصلحة لمجموعة معينة من الناس فقط ويكون المساهمون والمودعون وقودا لتحقيق مصالح المؤسسين فقط”، فالإسلام يعتبر ذلك غشا للناس وعملا غير أمين”.
وبعد ذلك تناول الكلام الاستاذ عبد الرحمن مدير فرع مؤسسة السلام في داكار الذي قدم عرضا مفصلا عن معالم الهدى والنور من خلال كتاب “رسالة السلام” للمفكر علي محمد الشرفاء الحمادي.
وأكد الأستاذ عبد الرحمن “أن كتاب “رسالة الإسلام: رحمة وعدل وحرية وسلام”، يعتبر من بين الكتب المرجعية لتبيين الهدى الصحيح الذي جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند ربه”.
واستهل الكتاب الذي يقع في ستين صفحة من الحجم المتوسط بمقدمة ضافية، استهلت بالآيتين الكريمتين (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) و (وإنك لعلى خلق عظيم)، وبعد ذلك حديث عن السياق العام لتأليف الكتاب؛ الذي يأتي في وقت تكالب فيه المتآمرون على رسالة الإسلام الحقة؛ وأنشأوا روايات تتعارض مع قيم القرآن وسماحة الدين، ممزقين وحدة الرسالة الإلهية إلى مرجعيات متناحرة ومتصارعة، من خلال ترسيخ وإعلاء الخطاب الديني على الخطاب الإلهي؛ وهو ما يعارض جوهر رسالة الإسلام”.
ويرى المؤلف “أن التفريق بين الخطابين “الإلهيوالديني” ضروري وواجب”، مبينا “أن مصدر الخطاب الإلهي الوحيد هو القرآن الكريم، الذي أمر الله رسوله الكريم بتبليغه للبشرية جمعاء، وهو الضامن لسعادة البشر المرتكزة على عبادة الإله الواحد، وقد تضمن هذا القرآن خارطة طريق تخرج الناس من الظلمات للنور، بتشريع أساسه العدل والرحمة والأخلاق وتهذيب النفوس بارتقائها عن طريق القيم النبيلة وترسيخ المحبة، والتسامح والتعاون والسلام”.
ويعود المؤلف ليوضح “أنه في لحظة نزول الآية الأخيرة توقف الخطاب الالهي بعد ما اكتملت الرسالة وسيظل القرآن كما أنزله حيا تتفاعل به القلوب والعقول والذي يضيء للمؤمنين الدروب حتى تقوم الساعة”.
ووزع المؤلف أركان الإسلام إلى ثلاثة محاور هي:
ـ الأول “العبادات” التي تضمن شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا والتفكر والتدبر فى القرآن وفى مخلوقات الله.
ـ المحور الثاني هو “منظومة القيم والأخلاق” الذى يحتوى على بر الوالدين والعلاقة الزوجية وحقوق اليتامى وضوابط الميراث والإنفاق فى سبيل الله وسلوك المسلم.
ـ المحور الثالث من أركان الإسلام وفقا لمؤلف الكتابهو “المحرمات”، وهي الفواحش والتصرفات السيئة.
وخلص المتحدث لتأكيد “أن الكتاب يعتبر إضافة بالغة الأهمية للمكتبة الإسلامية الراشدة، وخطوة كبرى في إطار تجديد الخطاب الإسلامي، ويأتي في وقت أحوج ما تكون الأمة إليه”.
وبعد العروض والمناقشات، وزع المشرفون على الندوة مئات من مؤلفات المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي على الحاضرين.
وبعد ذلك ألقى رئيس جمعية رسالة السلام بالمغربالأستاذ اماي الخليل كلمة الاختتام التي شكر فيها المحاضرين والمشاركين في هذا اللقاء الفكري التواصلي الهام.
وقال “أود أن أتوجه بكامل الشكر وجزيل الامتنان الى قدوتنا الفكرية ومصباحنا المضيء السيد الأستاذ والمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي الذي منه نستمد قوتنا الفكرية، وبفكره النير نصحح مفاهيمنا العقائدية”، منوها “بالقيم التي يدعو إليها المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي والمؤسسة على السلم والسلام ونبذ العنف والتطرف” .
وفي الأخير، قدم المشاركون شكرهم الجزيل لجمعية رسالة السلام بالمغرب، كما أكدوا إعجابهم بوضوح الفكر التنويري للأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي.
وأوصى المشاركون بتنظيم المزيد من هذه الندوات من أجل تعميم هذا الفكر المستنير الذي تحتاجه الأمة الإسلامية في أدق لحظات حياتها وفي أوج أزمتها.