في ذكرى مولد خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم / الحسن عبدالله
الموريتاني : الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيداً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد :
ففي مثل هذا اليوم يحتفل المسلمين في انحاء العالم بيوم مولد سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم، في شهادة على الحب والتعظيم لجناب سيدنا رسول الله، وشكر لله تعالى على هذه المنة كما قال تعالى ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ )
ورغم احتفالنا اليوم بذكرى مولد النبي الشريف، فيعد هذا اليوم هو ذكرى وفاته صلى الله عليه وسلم، وهو ما ذكره الأزهر الشريف عبر موقعه الرسمي حيث قال أن يوم الثاني عشر من ربيع الأول هو يوم ميلاد ووفاة النبي الكريم صلي الله عليه وسلم.
وأضاف الأزهر عبر موقعه: ولد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين في شهر ربيع الأول، ليلة الثاني عشر منه، وكان مولد الشريف صلى الله عليه وسلم بمكة، وقالت أمه : ” لما فصل مني خرج معه نور أضاء له ما بين المشرق والمغرب، ثم وقع على الأرض معتمدًا على يديه، جاثيًا على ركبتيه، رافعًا رأسه إلى السماء، نظيفًا طيبًّا ما به من قذر، ليس كما تولد السخل”. ، وسمعت في الضوء قائلا يقول: إنك قد ولدت سيد الناس فسميه محمدا صلى الله عليه وسلم ، وأتي عبد المطلب لينظر إليه ، وقد بلغه ما قالت أمه، فأخذه ووضعه في حجره ……
وصاح إبليس لعنه الله في أبالسته فاجتمعوا إليه ، وقالوا: ما الذي أفزعك يا سيدنا؟ فقال لهم : ويلكم لقد أنكرت السماوات والأرض منذ الليلة ، لقد حدث في الأرض حدث عظيم ، ما حدث مثله منذ رفع الله عيسى بن مريم عليه السلام ، فاخرجوا وانظروا ماذا حدث؟ فافترقوا ثم اجتمعوا إليه فقالوا: ما وجدنا شيئا. ، فقال إبليس لعنة الله عليه : أنا لهذا الأمر، ثم انغمس في الدنيا فجالها حتى انتهى إلى الحرم ….
وقد كان إبليس لعنة الله عليه يخترق السماوات السبع، قبل مولد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فلما ولد عيسى عليه السلام حجب عن ثلاث سماوات ، وعندما ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حجب عن السبع كلها، ورميت الشياطين بالنجوم ، وأصبحت الأصنام صبيحة مولد النبي ليس منهم صنم إلا وهو منكب على وجهه ، في تلك اليلة انتشر نور من قبل الحجاز ، ثم استطار حتى بلغ المشرق ، وانتزع علم الكهنة ، وبطل سحر السحرة ، ولم يبق كاهنة في العرب إلا حجبت عن صاحبها، وعظمت قريش في العرب ،
فقد كان مولد النبي هو سبب تلك الفرحة التي غمرت البيوت وعظمت من شأن قريش وهم لا يدرون من يكون فكيف لا تغمرنا نحن الفرحة في يوم المولد النبوي الشريف وهو مولد خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، فكما نحتفل بمولده الشريف بالحلوى فالأولى أن نصلي عليه كما أمرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، بقوله عز وجل: «إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا» الآية 56 من سورة الأحزاب، ومن هنا ينبغي انتقاء أفضل صيغ الصلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم- في شهر مولده صلي الله عليه وسلم .