افتتاح معارض المكرّمين وإعلان جوائز الملتقى.. “ملتقى الشارقة لفن الخط” ينطلق في دورته العاشرة
برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، وبحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، انطلقت في ساحة الفنون بالشارقة، مساء اليوم الأربعاء، وقائع الدورة العاشرة من “ملتقى الشارقة لفنّ الخط العربيّ”، تحت شعار (ارتقاء).
وحضر حفل الافتتاح إلى جانب سموّ ولي العهد، كلّ من سعادة عبد الله محمد العويس رئيس دائرة، الثقافة، وسعادة محمد إبراهيم القصير، مدير الشؤون الثقافية بالدائرة، وجمع غفير من المسؤولين والخطاطين، والمهتمين بفن الخط العربي.
وقد انطلقت فعاليات حفل الافتتاح بكلمة للأستاذ محمد القصير مدير الملتقى، قدم فيها عرضا عن الملتقى وما يتضمنه من فعاليات وورشات ومعارض، يربو عددها على المائتي فعالية، ثم قام سمو ولي العهد بتكريم الفائزين بجوائز المهرجان، إضافة إلى الشخصيّات الثلاثة المكرّمة في هذه الدورة، وأشرف سموّه على افتتاح المعارض الثلاثة للمكرّمين.
فقد قام سمو ولي العهد نائب حاكم الشارقة بافتتاح المعرض الشخصي لمقتنيات معالي عبد الرحمن محمد العويس، من الإمارات العربية المتحدة، بعنوان (دعاء)، يحتوي على 27 مخطوطة بالغة الأهمية، بخطوط عربية متنوعة.
يتولى العويس حقيبة وزارة الصحة ووقاية المجتمع، وقد كرمه صاحب السمو الشيخ الدكتور محمد بن سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة، بشهادة الدكتوراه الفخرية، تَقديرا لجهوده في مجال خدمة الفنون الإبداعية من تصوير وخط، وفنون تشكيلية.
وقد تشكل الاهتمام بهذه الفنون لدى معالي العويس مع نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، فبدأ اهتمامه بالخط العربي، وكان سمو حاكم الشارقة مثَلَه الأعلى وقدوته في ذلك.
أسهم العويس في تطوير فن الخط العربي، خلال فترة انتدابه وزيرا للثقافة وتنمية المجتمع، من سنة 2006، وذلك بوضعه لبرامج تطوير هذا الفن وإقامة معارض عديدة له، تضمنت نوادر المخطوطات واللوحات الخطية لكبار الخطاطين.
وقد أصدر كتاباً في مجال فن الخط، ضمّنه جزءاً من مُقتنياته، مع شروح ودراسات لمجموعة من المصاحف الشريفة ولوحات لأبرز الخطاطين. وقد أصبح هذا الكتاب مرجِعاً أساسيا للباحثين.
وتعتبر مقتنيات العويس من المصاحف الشريفة واللوحات والمخطوطات الفنيّة، من أهم المجموعات الشخصية في العالم، وهو يعمل على التعريف بها، وإخراج المزيد من الكتب ليعم النفع بها.
المعرض الشخصي الثاني للخطاط الراحل صادق علي الدوري، من جمهورية العراق، ويتضمن 12 عملاً إبداعيا من أعمال الراحل.
أخذ الخطاط الدوري (1937-2021) تجربتَه في الخط مِن تَتبُّعه لخطوط أستاذه هاشم البغدادي (هاشم الخطاط)، خلال ستة عشر عاماً، درس فيها أصول الخط وقواعده، لتظهر على إثر ذلك وتتجلّى موهبته الإبداعية، التي سيكون لها في ما بعدُ الكثير من الانجازات على مدى عقود من الزمن.
عاش الدوري مشغولاً بحبّ الفنون بمختلف أنواعها، وقد اهتم في بداية حياته بالرسم، وكرّس جهوده ليَكون رسّاماً، إلا أنه وجد نفسه مشدوداً بحبّ الخطّ العربيّ، ليصبح خطاطاً لامعاً على المستوى العالمي.
مثّل الدوري حضوراً قويّاً للخط العرقي على المستوى العربي والعالمي، وأحدث الكثير من التجديد. خط الدوري أفاريز العديد من المساجد، كمسجد ضريح الشيخ عبد القدر الكيلاني، وجامع تكريت، وجامع سامِرّاء الكبير بمحافظة صلاح الدين، وغيرها بخط الثلث الجلي المتميز.
تولّى الدوري رئاسة قسم الخط والزخرفة في معهد الفنون الجميلة سنوات عديدة، وهو عضو مؤسس وأول رئيس لجمعية الخطاطين العراقيين، من سنة 1974.
كُلّف من طرف وزارة التربية والتعليم، بتأليف كُرّاسات تعليم الخط العربي لمدارس الابتدائية والمتوسطة، مع مجموعة من الخطاطين سنة 1974.
شارك في الكثير من معارض الخط العربي داخل العرق وخارجه، وحصل على جوائز تقديرية عديدة.
أما المكرّم الثالث، فهو الفنان حمدي زايد، من جمهورية مصر العربية، وقد اشتهر الفنان حمدي زايد المولود سنة 1945، كخطاط منذ المراحل الابتدائية، وكلما تقدم به العمر كبر فيه حب الخط العربي، ليتخصص فيه لاحقاً، ويحصل على دبلوم الخطوط من مدرسة الخطوط العربية في القاهرة (خليل أغا)، وهو دون العشرين من عمره.
وقد تتلمذ على يد أساتذة كبار، مثل سيد إبراهيم ومحمد علي مكاوي وصلاح العقاد. وقد ظهرت موهبة زايد بابتكاره أنماطاً جديدة من الخطوط، كما اهتم بالخطوط العربية القديمة وتحسينها، وتميّز فنُّه بلمسة إبداعية، خاصةً في الخط الديواني.
عمل زايد أستاذا بمدرسة إبراهيم للخط العربي بالاسكندرية، وله لوحات مهداة إلى مكتبة الاسكندرية بمناسبة افتتاحها، كما تزيّن لوحاته مكتبة المسجد النبوي الشريف. وقد حصل على جائزة في خط التعليق الجلي في المسابقة الدولية الثالثة باسم ابن البواب إرسيكا بتركيا، سنة 1996.