مدير مكتب مؤسسة السلام العالمية للدراسات والأبحاث يشارك في اللقاء التواصلي البيئي للجامعة المغربية للشعر، و يحضر الاحتفالات المخلدة للذكرى العشرون لتولي الملك محمد السادس
تزامن تنظيم اللقاء التواصلي البيئي المنظم من طرف الجامعة المغربية للشعر في إطار الاستعدادات لتنظيم المعرض الثاني لفنون البيئة مع الاحتفالات المخلدة للذكرى العشرون لتولي الملك محمد السادس حفظه الله عرش المملكة المغربية.
وهما المنسبتان اللتان دعي إليهما مدير مكتب مؤسسة السلام العالمية للدراسات والأبحاث الأستاذ حي معاوية للمشاركة والحضور، وقد كانتا منابة لإلقائه الكلمة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام
لا يسعني وانا أشاركم الاحتفالات المخلدة للذكرى العشرون لتولي الملك محمد السادس حفظه الله عرش المملكة المغربية ، إلا أن أتمنى له شخصيا موفور الصحة والسعادة وللشعب المغربي الشقيق المزيد من التقدم والازدهار .
أيها الحضور الكريم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يشرفني أن أكون اليوم معكم في هذا اللقاء التواصلي البيئي المنظم من طرف الجامعة المغربية للشعر في إطار الإستعدادات لتنظيم المعرض الثاني لفنون البيئة .
إن ضرورة المحافظة على البيئة تنحصر أساسا في توعية الأفراد بالبيئة وبالعلاقات القائمة بين مكوناتها ، وبتكوين القيم والمهارات البيئية وتنميتها على أساس من مبادئ الإسلام وتصوراته عن الغاية التي من أجلها خلق الإنسان .
إن تفاقم المشكلات البيئية في العالم أجمع يهدد كل الكائنات على السواء ، مما يستوجب من الجميع المشاركة الفاعلة في مواجهة تلك المشكلات البيئية ، سواء على المستوى المادي كتلوث الهواء ـ تلوث الماء ـ التلوث الإشعاعي ـ التلوث الضوضائي ـ تلوث التربة ـ تلوث الغذاء … ، أم مشكلات معنوية كالتلوث الخلقي ـ التلوث الثقافي ـ التلوث السياسي ـ تلوث الإجتماعي …
وهنا تأتى أهمية وحتمية وجود أهداف للتربية البيئية من منظور إسلامي لتؤكد للجميع أن الإسلام دين يؤكد على احترام وتقدير البيئة انطلاقا من أن الإنسان خليفة الله في الأرض ..
فكل قواعد الاسلام وقوانينه تشكل صورة واقعية للبيئة التي تعبر عنها المبادئ والاحكام الشرعية في الكتاب والسنة الشريفة في مختلف انواع العلوم والممارسات …
فالإسلام ينظم علاقة الانسان بخالقه وينظم علاقته بالمجتمع والطبيعة من حوله, و الخطاب الإلهي وضع الأسس والقواعد ، و حدد بدقة علاقة الإنسان بالكون, فالإنسان خليفة الله في الأرض: )وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ( (البقرة: من الآية 30. ). وهذه الخلافة تقتضي إقامة الحق والعدل وعدم اتباع الهوى: )يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ( (ص/ 26.)،وهذه الخلافة تستلزم التعامل مع البيئة باعتبارها نعمة من الله تعالى، سخرها للإنسان ليستخدمها فيما خلقت له ، ويستمتع بهافي حدود حاجته من غير إسراف ولا تقتير: )أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً( (لقمان: من الآية20).
كما يفرض الإسلام على المسلم أن يتعامل مع عناصر البيئة ومكوناتها بحب وتعاون وتمازج، فيحافظ عليها وينميها ويحذر من إفسادها حتى لا يتعرض لسخط الله وغضبه: )وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ( (الأعراف: 56.).
فالله سبحانه وتعالى خلق الكون وسخر للإنسان كل ما فيه من ارض وسماء وماء وحيوان ونبات وانهار وثروات وغيرها من النعم, وهذا التسخير يشمل مكونات البيئة التي امرنا بالإفادة منها بما يتفق ومنهج الله سبحانه وتعالى ونهى عن افساد البيئة حتى تتحقق رسالة الاستخلاف على هذه الارض.
إن المحافظة على البيئة إذن هي الفهم الصحيح للإسلام ، والتقيد بالخطاب الإلهي ، وتطبيق ما جاء فيه ، بعيدا عن الغلو والتطرف، كما أكد على ذالك أكثر من مرة الأستاذ علي محمد الشرفاء في كتبه ومؤلفاته، التي حث فيها على الفهم السليم للإسلام ، لأن الشريعة الإسلامية شمولية للبشرية جمعاء ، وهي المنهاج الوحيد الذي يصلح للحياة المستقرة والسلمية في كل مكان وزمان .
ان المنهج الذي ندعو إليه ونؤسس عليه هو الرجوع إلى القرآن الكريم للإستنباط من آياته خارطة الطريق المستقيم لحياة المجتمعات الإنسانية و العمل بقواعد العدل والأخلاق والقيم السامية التي تدعو لها رسالة الإسلام من رحمة وحرية وعدل وإحسان وتحريم الإعتداء على أرواح الناس وممتلكاتهم ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته