نواكشوط: احياء الانتظار في دبي.. مأساة من القرن الماضي
شكلت أحياء الانتظار في احياء دبي الفقيرة، إحدى أصعب المشاكل التي تواجه سكان “الكزرات” في نواكشوط، وأكثرها تعقيدا.
ورغم تمسك سكان الأحياء بقطعهم الأرضية التي يسكنونها منذ نهاية القرن الماضي، إلا أن السلطات المتعاقبة لا زالت تماطل في حل مشكل مساكنهم التي يجدون عنها بديلا، بعد فشل محاولة استبدالهم بملاك من سكان أحياء نواكشوط الراقية.
كاميرا موقع الموريتاني، تجولت صباح اليوم بين المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلة، في هذه الأحياء التي تعاني من الفقر والتهميش ويكاد الجوع والمرض يلحقان بهما.
ورغم الصور الصادمة، التي نعتذر عن نشرها، إلا أن السكان لايزالون متشبثين بقطعهم الأرضية، آملين بتغيير حقيقي يلامس مشاكلهم المزمنة والتي من أبرزها عدم تسوية ملكية قطعهم الأرضية التي يسكنونها.
فمن طريق الأمل وبالتحديد أمام مسجد أهل عبد الله الممتد على طول الطريق، اتجهنا في الجهة المعاكسة له “لنعكس الصورة” على طريق ما يعرف شعبيا بطريق “رامبلة” الذي يوضح الفرق بين العناية التي تحظى بها جنبات طريق الأمل، وبين التجاهل الذي يحظى به السكان في أدغال أحياء نواكشوط الفقيرة.
قد لا يفهم البسطاء إصرار السلطات المعنية على تجاهل مشكلة هؤلاء المواطنين الراغبين في قراءة أسمائهم على قوائم الوطن الواحد، ولو بتسوية قطعة أرض تمسكوا بها لعقود من الزمن.
لكن مأساة سكان أحياء دبي التي دخلت من القرن 20 إلى القرن 21 قد تفتح الباب واسعا أمام تساؤلات كثيرة، من أهمها أين الإنصاف؟.
السيد “سيداتي” أحد سكان دبي يسكن قطعة أرضية منذ 1995 إلى اليوم، لا زال ينتظر تسوية قطعته الأرضية.
ولم يخفي سيداتي في حديثه مع موقع “الموريتاني”، مخاوفه من إقدام السلطات على ترحيله بضغط من أصحاب الثروات النافذين الذين تتفتح شهيتهم لامتلاك جميع الأراضي في نواكشوط وضواحيه، حسب قوله.
ومهما يكن من أمر فإن على السلطات العليا تسوية مشاكل الأحياء الفقيرة، وخاصة منها احياء الانتظار في دبي، التي شكلت مأساة سكانية حقيقية ومزمنة، منذ نهاية القرن العشرين الماضي!!.