القرص الأحمر أو القرص الأزرق : التعليم والإبداع / د. سيدي ولد اصوينع
كُتب هذا المقال باللغة الإنجليزية وترجم إلى العربية والفرنسية واليابانية بعيد خطاب ١ مارس
اسمحوا لي أن أبدأ بهذه العبارة : أنا أُأيِد برنامج السيد محمد ولد الغزواني الانتخابي وأطالب بتنفيذه. لقد استهلَيت مقالي بهذا التصريح الموجه إلى القارئ السطحي أو المستعجل. إذا كنتم واحدًا من الذين يهتمون بالعناوين الرئيسية فقط، فيمكنكم التوقف عن القراءة. أما إذا كنتم مهتمًين بالغوص معي بحثا عن أفكار جيدة يمكن أن تساعد في تحويل بلدنا نحو الأفضل، فالرجاء المواصلة في قراءة هذا المقال. إن الفكرة من وراء هذا المقال هي تشريح وتحليل الوضع السياسي و الاجتماعي الجديد بقدر من التفصيل و سردِ لما أعتقد أنه نقطةَ تحوُل في تاريخ موريتانيا.
*ليس هذا بمقال سياسيٍ البتة* لقد تحققت أخيرا أمور تاريخية من مشاريع اقتصادية وإستحقاقات ديمقراطية باقية لموريتانيا نذكر منها التناوب السلمي على السلطة – لأول مرة في تاريخ الوطن – و فتح البلاد أمام الشركات الأجنبية و حرية التعبير. وعليه لن يفوتني أن أدعو باسم المهتمين بالشأن العام بانصاف وتكريم السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي تحققت هذه الأمور التاريخية في ولايته. أعلن انني سوف ادعوا باسمي ومجموعة من الخبراء الوطنيين غير ممتهني السياسة و باسم المعهد الموريتاني للإبداع والتكوين بتنظيم هذا التكريم.
المفاتيح: نماذج الديمقراطية، التعليم – الإبداع و الابتكار.
الجمهور : القارئ الوطني ، بعض القراء الدوليين.
الفقرات:
- صوتُ الفعل أعلى من الكلمة
- التوقيت هو كل شيء
- هل هي مقاربة ديمقراطية جديدة؟
- قوة التفكير الإيجابي
- أنا وخصمي سواسية
- في خضمَّ الهوية والديمقراطية
- لنضع المقاربة على المحك
- دَعواتُكم لي و للحل التالي
- لِننسي قصة الفيلم
- صوتُ الفعل أعلى من الكلمة
منذ أربعة أعوام، عندما قررت قطع رحلتي في الاغتراب و التي تصل مدتها إلى خمسة وعشرين عامًا من الدراسة والعمل والبحث العلمي في في اليابان واستراليا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا و قررت الاستقرار في البلاد، لاحظت مقارنة بزياراتيَ القصيرة السابقة، أن موريتانيا قد تقدمت نحو الأفضل وذلك في عدة ميادين. فكما كان الأمر واضحًا بالنسبة لي, آمل انه كان كذلك بالنسبة لغالبية المغتربين مثلي – أي الذين هاجروا وعادوا بانتظام لفترات قصيرة – حيث لوحظ أن هذا التغيير قد حدث في العديد من المجالات. في القوة الشرائية والبنية التحتية مثلا. لم تكن هذه الأمور واضحة للشخص العادي مثلنا فقط, بل أفادت مؤشرات الاقتصاد الكلي للبنك الدولي بأنها في ارتفاع واضح [1]. و بالإضافة طبعا إلى تلك المجالات التي كان التقدم فيها جليا فإن مجالات أخرى مثل التعليم والابتكار كانت لم تزل متخلفة.
كثيرا ما تُعلمنا الحياة والدراسة والعمل أن المرء يحتاج إلى القيام بالأمور العملية أكثر من مجرد الكلام. و لهذا السبب و بعد عودتي إلى الوطن قمت بعد فترة من التأمل والملاحظة وبمساعدة البعض بتأسيس معهد للتكوين المهني في عام 2015 حيث نسعى أن يصبح معهدًا للتعليم العالي قريبًا, وأن يتم اعتماده من قِبل إحدى مؤسسات الاعتماد الأمريكية للتعليم العالي. وبالتالي أود أن أقول إنني آمل أن أكون قد قمت بعمل ملموس للمساهمة في تنمية البلد، على الأقل على مستواي الشخصي.
فلماذا أكتب إذا مقالا حول التعليم الابداع في موريتانيا الآنَ بالتحديد؟