قراءة نقدية في مقالات المفكر علي الحمادي
لست ناقدا محترفا، ولكن كوني قارئا شرها وكاتبا صحفيا يدفعني دائما للخروج بملاحظات أحيانا تكون إيجابية وأحايين كثيرة تكون موغلة في السلبية حد المطالبة بإعدام الكاتب إعلاميا من خلال منعه من النشر في المواقع الثقافية ذات الصلة بالفكر.
مؤخرا تابعت سلسلة مقالات جريئة للمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي تباينت في المواضيع واتفقت في الطرح والمضمون، بعضها آني وقتي يحلل خبرا أو حدثا مهما، والبعض الآخر استشرافي مبني على معطيات الواقع ونتائج الماضي.
حاولت كعادتي من خلال تفكيك شفرات اللغة والسبك والمضمون أن أحدث شرخا في المنظومة الدفاعية لمقالاته أو أن أجد تناقضا ولو شكليا لأبني عليه هوايتي في النقد، لكنني اصطدمت بجدار صلب من التماسك اللغوي والترتيب في الأفكار والثبات على المواقف، وهي خصال نادرة في زمن يشكل الفكر فيه بضاعة حربائية رائجة تتلقفها الحكومات والمنظمات ومراكز الدراسات ذات التوجه ألاستخباراتي.
لقد كان من بين ما جذبني في كتابات المفكر علي الحمادي هو قراءته العميقة الواضحة والصريحة لحقوق الإنسان بالعين الأمريكية والتي خلص فيها من خلال سرد الأحداث الدرامية الأمريكية بتراتبيتها التاريخية إلى حقيقة أن أمريكا البعيدة من الإنسانية تتخذ من حقوق الإنسان ورقة ضغط على الدول لتنفيذ أجنداتها غير البريئة والمتمثلة في إثارة الفتن وخلق المشاكل، محذرا الدول العربية التي تتقرب لأمريكا من مغبة الغدر بناء على المعطيات التاريخية ذات العلاقة بالحاضر.
وحتى لا أطيل
إن أمة لا تقدر عظماءها ومفكريها ستبقى دائما في مؤخرة الركب، وبالمجمل فإنني أنصح الحكام والمنظرين العرب أن يستفيدوا من أطروحات المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي إن لم يدمجوها ضمن المناهج والمقررات الدراسية.
بادو محمد فال امصبوع