تصحيح مسار (رسالة الإسلام) بالعودة للقرآن.. أطروحة جديدة للشرفاء الحمادي

قال المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي إن الطريق الوحيد للعودة إلى الإسلام الصحيح هو (القرآن الكريم)، وأكد أنه لا توجد وسيلة أخرى بعد أن استطاع اليهود والمجوس وأعداء الإسلام أن يوظفوا أكاذيب وخرافات تحت اسم الروايات لخدمة أهدافهم في خلق صراعات واقتتال وتناحر وسفك دماء بين العرب والمسلمين مما أدى إلى ضعف قوتهم وتمكن الأعداء منهم فنهبوا ثرواتهم وسرقوا أوطانهم تحت مزاعم وأكاذيب متعددة ومتنوعة تسمى الروايات.. إلى تفاصيل المقال..

التفاصيل

روايات مكذوبة

لا توجد وسيلة لتصويب الخطاب الديني الذي تم تشويهه من قبل المتآمرين على العرب وعلى رسالة الإسلام بواسطة اليهود والمجوس من خلال الروايات المكذوبة على رسول الله وتوظيفها في خدمة أهدافهم من أجل إثارة الفتنة وخلق الصراع والاقتتال بين العرب لاستنزاف قواهم وقدراتهم للسيطرة على أوطانهم وسرقة ثرواتهم.

استغلال مخابراتي 

وقد استغلت أجهزة المخابرات في القرن العشرين والقرن الحالي توظيف تلك الروايات لخلق حالة من العداء بين العرب وغيرهم من المسلمين أصحاب المذاهب المختلفة لخدمة أهدافهم ولابتزازهم جميعا في صراع قد يأكل الأخضر واليابس.

توظيف التطرف

وما يحدث في سوريا والعراق واليمن والصومال وليبيا والسودان من عمليات تدمير ممنهجة وظفوا المتطرفين والإرهابيين الذين احتضنتهم أجهزة المخابرات واستغلت الروايات المنسوبة للرسول وخلقوا منهم طوائف تحارب المسلمين باسم الإسلام ويفجرون الأبرياء في كل مكان باسم الجهاد مما خلق حالة من الكراهية ضد دين الإسلام ورسالته التي أنزلها الله على رسوله وتدعو للرحمة والعدل وتحريم قتل النفس البريئة وتحقيق السلام في المجتمعات الإنسانية.

تهجير الملايين

لقد تسببوا في تهجير الملايين من العرب من أوطانهم إلى أوروبا، فمنهم من غرق في البحر ومنهم من مات جوعا ومنهم من تحول إلى سائل يبحث عن الماء والغذاء ويتسكعون على الأبواب في الدول الغربية.

العودة لرسالة الإسلام 

وللخروج من هذا المأزق لا بد من العودة لرسالة الإسلام وهي القرآن الكريم والتخلي عن كل ما عداه من اجتهادات وتفسيرات مغرضة وروايات حاقدة على الدين الإسلامي وما يحتويه من أخلاق وقيم نبيلة ترتقي بسلوك الإنسان القويم ليقود الحضارة الإنسانية نحو التقدم والازدهار ويحقق الأمن والاستقرار في كل المجتمعات المحبة للسلام.

تطرف وعداء

أليست داعش والإخوان والتكفير والهجرة ينفذون المخطط التآمري ضد رسالة الإسلام وضد العرب ليتحقق في النهاية الحلم الإسرائيلي لقيام دولتهم المزعومة لتحكم منطقة الشرق الأوسط وتسيطر على الثروة البترولية لصالح الغرب وأمريكا، بينما العرب مشغولون بأنفسهم يقتلون بعضهم بعضا، وتعبث أجهزة المخابرات بقيمهم ودينهم حتى يفرغوهم من كل عناصر القوة ومنها الإيمان برسالة الإسلام عندها تسهل السيطرة عليهم ليتم إبادتهم أو استعبادهم.

عادات وعبادات

سلام على أمة العرب ضاعت وتاهت بين العادات التي طغت على العبادات وبين الروايات التي طغت على الآيات، ومثال على ذلك:

أحاديث مكذوبة

رواية البخاري رقم (24) حدَثَنا ابنُ عمرَ أنّ رسولَ الله صلّى اللهُ عليه وسلَم قَالَ: (أُمرتُ أن أقاتل الناسَ حتـى يشهدوا أن لا إلهَ إلا الله وأن محمدا رسولُ اللهِ ويقيموا الصّلاةَ ويؤتوا الزكاةَ فإذا فَعلوا عَصَمُوا منّي دماءَهم وأموالَهم وحسابُهم على اللهِ).

مخالفة للقرآن

وفي رواية ثانية للبخاري رقم (973) عن أنسٍ بن مالك قاَل: قاَلَ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم، (أُمرتُ أن أقاتل الناسَ حتـى يقولوا لا إلهَ إلاّ اللهَ فإذا قالوها وصَلّوا صلاتَنا وذَبحوا ذبيحَتَنا فقدْ حُرّمت علينا دماؤهم وأموالُهم إلّا بحقِّها وحسابُهم على اللهِ).

افتراء على الرسول

روايتان للبخاري محض افتراء على الرسول الكريم وكيف يمكن أن تستقيم الروايتان مع قول الله سبحانه وتعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (يونس: 99).

الدعوة بالحسنى

وقوله سبحانه وتعالى: (ادعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجادِلهُم بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبيلِهِ وَهُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدينَ) (النحل: 125).

لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ

وقوله تعالى: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (البقرة: 256).

الحرية المطلقة

تلك الآيات المذكورة أعلاه تدل بكل وضوح على أن الله سبحانه وتعالى أعطى الحرية المطلقة للناس في اختيار العقيدة التي يشاؤون فلا وصاية عليهم من رسول أو نبي أو حاكم أو مرجع ديني، فالله وحده كفيل بعباده وحسابهم معه يوم القيامة، وكلف رسوله عليه الصلاة والسلام بإبلاغ رسالة الإسلام للناس جميعا.

أعداء الإسلام

وقد حذرهم الله سبحانه بقوله: (قُل إِنَّ الَّذينَ يَفتَرونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ لا يُفلِحونَ) (يونس: 69). وهكذا نرى أعداء الإسلام اختلقوا روايات وافتروا على رسول الله كذبا وزورا وعدوانا، فكيف نجعل كتبهم مرجعا لدين الإسلام دين السلام والحرية والرحمة والعدل.

تطهير الرسالة

ومن أجل تطهير رسالة الإسلام مما أصابها من تشويه وتلويث الاستغناء بالكامل عن كافة كتب التراث المسمومة التي تدعو للقتل والفتنة والإقصاء وخلق الفتن بين الناس والتعالي على البشر ويعتبرون هم وحدهم الموكلين عن الله في تفسير آياته وشرح أحكامه بما يتفق مع مصالحهم وهم في خدمة السلطان في كل وقت وكل مكان.

تصحيح المفاهيم

ومن أجل تصحيح المفاهيم الدينية نوصي بتشكيل لجنة من كبار المفكرين والعلماء في مختلف قطاعات الحياة لاستنباط القوانين من القرآن الكريم والأحكام المتعلقة بالعلاقات الاجتماعية وضوابط التعامل بين الناس وتصويب المفاهيم المغلوطة التي خلقت التباسا في العبادات والمعاملات وقوله تعالى: (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) (الأنعام: 38)،

وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ

إن الله يخاطب رسوله بقوله: (كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ) (الأعراف: 2 -3)، وقوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) (النساء: 58).

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

زر الذهاب إلى الأعلى