النزاع يؤدي إلي الفشل» مقال لـ «علي الشرفاء» يشخص أوجاع أمة انحرفت عن مسار الإسلام
الجسد العربي منهك بالمؤامرات.. الرواة وسماسرة الاستعمار أغرقوا الأمة في خرافات وأساطير
ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم” نداء رباني في نص الكتاب المقدس “القرآن الكريم” يدعو إلى الوحدة والبعد عن الفرقة في ظل أجواء غائمة تحيط بأمة عربية وإسلامية تئن من وطأة الانقسام وتعاني من قسوة النزاعات التي حولتها إلي فرق وشيع متنازعة متصارعة الأمر الذي يؤسس لدولة فاشلة بكل ما تعنيه الكلمة من معان وحروف.
أمة انحرفت عن المسار
وكان مقال مفكر العرب على الشرفا والذي حمل عنوانه “النزاع يؤدي إلى الفشل” بمثابة تشخيص لحال أمة انحرفت عن مسار الاسلام الحنيف وسارت خلف رواة ضلوا بها الطريق وخطفوها نحو مجهول غاطس في غياهب وظلمات.
وتطابق مقال علي الشرفاء الحمادي مع تعريف “الدولة الفاشلة” الذي سبق وتم نشره في مجلة “السياسة الخارجية” ومؤسسة “صندوق السلام” والذي إرتكن إلي مقاييس علمية ومصادر موثوق بها في مجال العلوم السياسية معرفاً الدولة الفاشلة بأنها “كيان سياسي منهك لدرجة تفقد الحكومة معه القدرة على السيطرة المركزية والسيادة على أراضيها”.
6 دول فاشلة
تشير الدراسة التي تلامست في مناطق كثيرة مع ما ورد في مقال الشرفاء الحمادي من رؤي واطروحات تشير إلى وجود أربع دول في منطقة الشرق الاوسط وصفت علي الساحة الدولية بأنها “دول فاشلة” وهي: العراق، وليبيا، وسوريا، واليمن”، بالإضافة إلى الصومال والسودان.
حيث يسوق علي الشرفاء الحمادي في مقاله اطروحات ونظريات نابعة من خبرات سنين وتمرس ركين في دروب الحياة ملمحاً الي ان النزاع الذي يضرب جذور الامة العربية يقودها دولها بالقطع الي فشل ذريع تسبب في إغراق أمةً الإسلام في ازمات لا تنتهي ومعاناة مستمرة من الصراع وسفك دماء الأبرياء ليسيل الدم العربي هدراً وظلماً وعدواناً فوق كل أرض العرب.
مقال رصين يشخص الداء
ومن يقرأ ويتمعن كل سطور وحروف ما جاء في مقال الحمادي يدرك مكامن الوجع الذي تئن منه أمة العرب مقال رصين يشخص الداء ويضع الدواء مقال قال فيه:
ان الفتن تنتشر بين المسلمون وتؤرق عيونهم وتهدد أمنهم وتدمر اقتصادهم وتزرع الخوف وتسبب هجرة الناس من بيوتهم ويتوهون في مفترق الطرق يعانون من الجوع والعطش يبحثون عن لقمة العيش لهم ولأطفالهم غصب من الله شديد حل عليهم لأنهم خالفوا أوامر الله وسعوا في خراب أوطانهم نفوس فقدت ضمائرها وعقول إختل تفكيرها تمسكت بأطماع الدنيا الفانية وحل بينهم النزاع والله سبحانه حذرهم في قوله سبحانه: “واطيعوا الله ورسوله ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم”.
وقع المحظور وتقاتل الأشقاء
وأمرهم الله سبحانه ليتحقق لهم الامن والاستقرار في قوله سبحانه: “وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الإثم والعدوان”، وبلغهم الرسول الأمين أمر الله للمسلمين بالاعتصام بحبل الله القران الكريم في قوله لهم: “واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا”.
وكثير من الأوامر الإلهية والتوصيات والعظات تهدي المسلمين الى طريق الامن والسلام فهل ياترى اتبع المسلمون تلك الأوامر والنواهي الالهية التي تحصن وحدتهم وتحقق أمنهم وتحافظ على استقرار اوطانهم كلا بل غلبت عليهم شهوات النفس الامارة بالسؤ والطمع في الأموال والسلطان فوقع المحظور وتقاتل الأشقاء.
الثعالب والذئاب نهبوا الثروات
واستغل اللصوص والثعالب والذئاب فرصة الصراع بين أبناء الوطن الواحد فتسابق المجرمون على نهب ثروات الدول العربية وسرقة ممتلكاتهم وإحتلال أوطانهم فضاعت آمال الشعوب في بناء وطن آمن مستقر ليتحقق فيه توظيف ثرواتهم للارتقاء بمستوى المعيشة لشعوبهم ولكنهم عميت أبصارهم وأغواهم الشيطان ليبيعوا أوطانهم بثمن بخس.
تصارع الزعامات اسقط دول
شردوا أبناءهم في كل مكان وجعلوهم متسولين في الطرقات حتى اصبحوا مرتزقة يقدمون ارواحهم في سبيل لقمة العيش ويساعدون الظالمين والمجرمين في قتل الفقراء والأبرياء والمساكين منتظرين المكافأة من قوى الشر تتكرم عليهم بالنزر اليسير لتقيهم الجوع والعطش هكذا اصبح السودان وشعبه وقبلهم الصومال والعراق وليبيا واليمن تصارع الزعامات والفرق ونسوا أن الصراع بينهم مخالفة لأوامر الله وأن الله ليس بغافل عما يعمل الظالمون وما يرتكبونه من المعاصي والذنوب وأن الله سوف يعاقبهم على ماكانوا يعملون من ظلم وبغي وطغيان.
إحذروا السقوط في أحضان الضباع
نداء ورجاء لكل مواطن عربي آمن بالله وصدق رسوله الامين أن يتمسكوا بسرعة القرآن ومنهاجه في المحافظة على الأوطان وأن تلتحم كل الطوائف في كل دولة متمسكين بكتاب الله الذي يدعوهم للوحدة ويحذرهم من التنازع فيما بينهم ويوصيهم بالحفاظ على ممتلكاتهم لحماية الوطن من السقوط في أحضان الذئاب والضباع تنهش في مقدراتهم.
احترسوا من المرجفين والمخادعين والخونة الذي باعوا الوطن بأثمان بخسة يحسدون الشعوب على الاستقرار والأمان ولن تغمض لهم عين حتى يشهدون إنهيار أوطانهم في فك الذئاب لترضى وغيرهم المريضة والمتحفزة للانتقام كالإخوان وداعش والتكفيريون وغيرهم من سماسرة الاستعمار وعملاء المخابرات للدول الاستعمارية ليمصوا دماء الشعوب وينهبوا ثرواتهم ويستعبدون أبناءهم.