عندما تعرفت على رؤية الأستاذ الشرفاء التجديدية.. / محمد يحي التروزي

خلال رحلة صيفة الي مدينة الرباط المغربية من أجل البحث و الاستمتاع بالاجواء الرائعة التي تمتاز بها تلك المنطقة خلال فصل الصيف تشرفت بلقاء الصديق العزيز الخليل ماي رئيس جمعية رسالة السلام العالمية و التي يوجد مقرها في مدينة اتماره جنوب العاصمة الرباط، وخلال سمر ماتع تخللته أحاديث متنوعة وتطرقنا فيه لبعض قضايا الفكر و الادب والفلسفة، عرفني الخليل علي الجمعية التي يرأسها و علي دورها البناء في تجديد الفكر المعاصر وإسهامها في وعي و ترشيد فكر الأمة واسهاماتها في شتي المجالات الفكرية المعاصرة.
إلا أن المحور الأساسي الحديث والذي استغرق جل الحديث ان لم يكن كله هو الدور الرئسي للأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي ليس في توجيهاته و أفكاره القيمة وأفكاره النيرة و رأيته الثاقبة في تنوير الأمة و تنبيهها من غفلتها لتعود للأصل الذي هو القرآن و التخلص من الآراء المتناقضة التي تحول بينها وبين ما يريده الله من عباده المؤمنين حقا.
ذلك انها أمة سلام و دينها دين تعاون و اهم مبادئ رسالتها تحريم العدوان و الالتزام باتباع المنهاج الإلهي في السلوك و المعاملات؛ تجسيدا لمبدأ الرحمة و العدل و الاحسان.
و يتجلي ذلك بشكل لا لبس فيه من خلال الكتب القيمة التي اهداني اياها مشكورا الخليل اماي
و التي هي جزء من الانتاج الغزير للأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي
و التي سررت بقراءتها و مطالعاتها بنهم لقيمتها العلمية المتمثلة في وضوح الرؤية و سهولة الفكرة وعمق التحليل و جودة الخلاصات.
و لما لها من دور في فهم منهج رسالة الإسلام علي الشكل الصحيح
حيث لمست بشكل واضح أن المؤلف يتسم بموسوعية نادرة و فكر واضح و رؤية ثاقبة و عمق في الطرح و المعني و عالمية في التوجه و الفهم و الارشاد و كمتال علي ذلك ما حمله كتابه القيم: وثيقة الدخول في الاسلام.
حيث يتحدث عن الاسلام بقوله : ( إن الإسلام دعوة الله للناس أن يتعايشوا جميعا و يتعاونوا و يتعارفوا و ينشؤوا بينهم علاقات التعارف فيما ينفعهم و يحقق لهم من خير و أمن و سلام ليعيشوا مطمئنين في ظل التشريع الإلاهي و المنهاج الرباني الذي يخاطب الناس بقوله سبحانه : { يا أيها الناس إنا خلقنكم من ذكر وأنثى و جعلنكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير } ص 9 من الكتاب القيم وثيقة الدخول الى الإسلام.
ليس هذا فحسب بل إن الناظر في مواضع الكتاب و فصوله يدرك أهميته و قيمته اللتي تعطي صورة جلية عن قيمته.
فنراه يتحدث عن :
— الرحمة
— العدل
— حرية الاعتقاد
–السلام
— العلم
— وحدة البشر
— إن الحكم الا لله
الي غير ذلك من العناوين المفيدة و الافكار النيرة .
تجدر الإشارة إلى أن للمؤلف مؤلفات وبحوثا قيمة في مجالات شتي في قضايا الفكر الاسلامي المعاصر وبلغات عالمية مثل :
— كتاب الزكاة صدقة و قرض حسن
— كتاب الله نزل أحسن الحديث
— Guide pour se convertir ā l’islam
— MESSAGE OF ISLAM
كما يؤطر بشكل دائم و مستمر ندوات ودورات و محاضرات عالمية يشارك فيها نخبة النخبة من مفكرين و أصحاب رأي في جميع التخصصات.
وشكرا للاخ الخليل ماي رئيس جمعية رسالة السلامعلي التعريف بالجمعية
و شكرا له أكثر علي التعريف بالأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي
و لنا عودة مرات و مرات بحول الله الي الحديث عن مؤلفاته القيمة و افكاره النيرة بحول الله في قابل الايام.
( فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الارض)
صدق الله العظيم
ذ محمد يحيي التروزي
كاتب و باحث في قضايا الفكر المعاصر
الدار البيضاء بتاريخ 30/9/2023