القرآن دستور المسلم وتطبيق آياته سنة الرسول.. رؤية الشرفاء الحمادي
الكاتب باحث ومفكر، مهتم بالشأن العام العربي والإسلامي، وله العديد من المؤلفات والأبحاث المرموقة
الملخص
يضع المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي خريطة طريق واضحة المنهج لكل إنسان يرغب في الدخول في دين الإسلام فيقول: حتى تصبح مسلما حقا عليك أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأن تؤمن بأن القرآن هو الدستور الخالد الواضح المبين الذي لا يعتريه الباطل المحفوظ من الله، والمنزل على رسوله الكريم، وفيه كل التشريعات والأحكام والعظات والأخلاقيات والوصايا، والسنة الحقيقية تكمن في تطبيق ما جاء في آيات القرآن من أحكام وتشريعات والسير على نهج الرسول في التصرفات والأفعال والأخلاق فهو نموذج الرحمة والعدل والتعاون على البر ورفض الإثم والعدوان، ويبقى الإسلام رسالة سلام تحيا بها الأمم والمجتمعات بإنسانية وتعايش وحرية..
وإلى تفاصيل المقال..
التفاصيل
لا إله إلا الله
أولا التوحيد، بأن يشهد الإنسان الذي يرغب في الدخول في دين الإسلام بأنه لا إله إلا الله.
محمد رسول الله
ثانيا أن يشهد بأن محمدا رسول الله وخاتم النبيين، وأن يشهد بما أنزل على رسوله عليه السلام، “آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير” (البقرة).
القرآن دستور المسلم
ثالثا أن يؤمن المسلم بالقرآن الكريم بتشريعاته وأحكامه وعظاته وأخلاقياته وتوصياته.
السير على نهج الرسول
رابعا الالتزام بتأدية فروض العبادات من صلاة وزكاة وحج بيت الله الحرام ولكي يحسن إسلام الإنسان يجعل سلوكيات الرسول ومعاملته مع الناس جميعا قدوة له في كافة تصرفاته وعلاقاته الإنسانية كما بينها القرآن الكريم في آياته التي وصف الله فيها رسوله عليه السلام بقوله (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) الآية (4) سورة (القلم).
الرسول رحمة للعالمين
كما خاطبه بوصف الرحمة بقوله سبحانه (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (107 الأنبياء)، وقال سبحانه يخاطب المسلمين بقوله (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) (128 سورة التوبة).
تطبيق الآيات القرآنية
وخلاصة سنة الرسول تتمثل في تطبيقه الآيات القرآنية التي ترشده لأخلاقيات القرآن وتطبيقها في سلوكه وتصرفاته اليومية مع الناس جميعا دون استثناء، يعاملهم بالرحمة والعدل والإحسان، ينشر السلام بينهم والرأفة والتعاون على الخير ورفض العدوان، تطبيقا لأمر الله سبحانه (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (الآية 2 سورة المائدة).
الأخلاقيات من ثوابت الإسلام
ولذلك يجب التأكيد على أن أركان الإسلام ليست العبادات فقط، ولكن كل ما أمر الله به في آيات القرآن، فكما أن العبادات من الثوابت في الإسلام، أيضا تعتبر التشريعات الإلهية والأحكام والأخلاقيات من ثوابت الإسلام ليتحقق للمجتمعات الإنسانية الاستقرار والأمان والتعاون والسلام، فلا كراهية ينشرها الإسلام بين الناس، ولا فتن تثير النعرات والصراع في المجتمعات، ولا طغيان يستبيح حق الحياة للإنسان، ولا ظلم يستولي على أملاك الناس بالبغي والعدوان، ولا إرهاب ينشر الخوف والفزع ويحيل حياة الناس شقاء وبؤسا، يشرد الأطفال والنساء ويدمر الأوطان.
الإسلام رسالة سلام
الإسلام رسالة سلام تحيا بها المجتمعات الإنسانية في ظل التعاون والإخاء والتكافل، تكريما وتطبيقا لتشريعات الله التي أنزلها الله على رسوله في القرآن، ومن يعتقد غير ذلك عن الإسلام فليراجع نفسه وليوظف عقله، وليتدبر آيات الله ليستيقن إيمانه، وليرضى الله عن أعماله فلن ينفع الإنسان يوم القيامة إلا عمله إن كان صالحا وشكورا أو طالحا وكفورا.
ذلك اليوم الذي لن ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.