استعدوا لانتخابات رئاسية سابقة لأوانها / سيدي علي بلعمش
الموريتاني : إذا سمح هذا النظام المعوق (و لا أقول اليوم غزواني وحده) ، لولد عبد العزيز بالقيام بمؤتمر صحفي و الخروج من البلد ، تأكدوا جميعا أن موريتانيا ستتحول إلى صومال أخرى..
تأكدوا جميعا أنها مؤامرة لا تخفى على أحد، بعد وفود التسوية التي اكتسحت عناوين الأسبوع الماضي: إذا كنت تريد الخروج من البلد عليك أن تعد مؤتمرا صحفيا تدعو فيه لتهدئة الأوضاع و طمأنة الجميع و تخرج مع عيالك أينما شئت.
لقد جن جنون تكيبر حين أدركت أنهم وقعوا في فخ بعد عودتهم مباشرة و هي من تمنع ولد عبد العزيز من أي ردة فعل قبل خروجها مع أولادها من موريتانيا . و حين يتم لهم ذلك اليوم ، ستشتعل موريتانيا من حيث لا تدري : هجمات إرهابية من الداخل و الخارج ، مواجهات قبلية، مواجهات داخل الجيش و الأمن ، تصفيات عرقية لخلط الأوراق ، تصفيات جسدية من كل نوع …
ـ تفكيك بازيب و إلغاء امتيازاتها بمثل هذه البرودة المدنية، لا يزيدها إلا ارتباطا بعزيز
ـ يعرف غزواني و وزير الدفاع أن ارتباطات عزيز بالضباط أوسع و أكثر تعقيدا مما يمكن كشف خيوطه..
ـ يعرف وزير الدفاع و مدير الأمن أن لدى عزيز مليشيات مسلحة و أن قيادة رئيس البرلمان ولد باي لاتحادية متقاعدي الجيش و الأمن لا يمكن أن تكون بريئة؟
ـ يعرف ولد الغزواني أكثر من الجميع أن ولد عبد العزيز لا ترده أخلاق و لا دين و لا عقل عن الوصول إلى أهدافه.
على هذا النظام غريب الأطوار ، عجيب التردد ، غامض الأسباب، أن يتحمل مسؤولياته و أن يوقف ولد عبد العزيز عند حده ليجنب شعبنا ويلات تبعات جرائمه التي يحيك ضد هذا البلد منذ أكثر من عشر سنين ..
إذا سمحوا لولد عبد العزيز و عياله بالخروج ، على شعبنا أن ينزل للشارع لإسقاط هذا النظام و إن كان ولد الغزواني نفسه هو أكثر من سيتضرر من خروجهم ؛ فكيف يتصور هذا الرجل إذا نشروا غسيله زيادة على ما تعيشه الساحة من تذمر بسبب فشل نظامه و انتكاس ثقة الجميع في صدق دعايته.؟
ماذا بقي لهذا النظام ليقنعنا بأنه جدير بالاحترام ؟
ـ المفسدون يتحكمون في مفاصل الدولة ؟
ـ الأوباش يواصلون السيطرة على واجهة المشهد؟
ـ النظام ترتعد فرائصه من ولد عبد العزيز؟
ـ القضاء يرفض فتح طلبات المشتكين من عزيز، من منظمات مجتمع مدني و منظمات شبابية ، رهن مستقبلهم 50 عاما لشركات النهب العالمية؟
ـ النظام يكشف السرقات (بمبالغ زهيدة ) في البلديات و ينسى سونمكس و إينير و الموانئ و المطار و تازيازت و اسنيم و الصيد و عشرات المشاريع الوهمية التي تمت سرقة مخصصاتها (بمئات المليارات) و لم يتم بناء طوبة منها؟
ـ من أدانتهم محكمة الحسابات أصبحوا يهددون من يتكلم عن تقاريرها بالمقاضاة؟
أي نظام هذا؟
أي ألاعيب بعقول الناس؟
بأي منطق يظل ولد عبد العزيز يهدد أمن البلاد و استقرارها و يسمح النظام بأن يظل حرا طليقا ، يدخل متى شاء و يخرج متى شاء ؟
من يحيطون اليوم بولد الغزواني ليسوا فقط أصحاب عزيز و إنما هم زبدة أسوأ من تولوا مسؤوليات في عهده قديما و حديثا ؟
لا نقول اليوم إن غزواني لم يوقف الفساد بل أصبح الجميع بمن فيهم أقرب الناس إليه يحتارون من تكريمه للمفسدين !!
تأكد جيدا يا شعب موريتانيا المنهك ، أن لا شيء يلوح في أفق الإصلاح من طرف دولة ولد الغزواني.
إذا تصالح ولد الغزواني اليوم مع عزيز سيكون على حساب الشعب و إذا اختلفا سيكون على حساب الشعب و أصبح الآن من المفهوم الواضح أنه إذا تمت محاكمة عزيز سيغرقان معا في نفس القضايا.
فلا حل اليوم إذن، غير نزول الشعب إلى الشارع لإسقاط هذا النظام و إعداد انتخابات جديدة ، فالبلد لم يعد يتحمل و الشعب لم يعد يتحمل و حتى العالم لم يعد يتحمل ما يحدث في هذا البلد الغريب.
لا شك أن هناك اليوم خلاف حاد لم يعد من الممكن رأب تصدعاته بين عزيز و غزواني ، لكن السؤال الأهم الذي يتجاوز الجميع التركيز عليه ، هو على ماذا يختلفان ؟
هذا السؤال هو ما ترد عليه تصرفات ولد الغزواني بوضوح منذ وصوله الحكم .
و هو من دون الدخول في التفاصيل المملة : مواصلة نهج عزيز ـ كما ظل يردد ـ من دون عزيز .
و للتحكم في هذا النهج كان غزواني يحتاج خبرة رجال عزيز و مهاراتهم التدميرية ، كما ترون اليوم بالضبط.
لم يعد هناك اليوم حل غير الشارع و إذا أمهلتم هذا النظام ليحل مشاكله الداخلية ستكون حينها مواجهته أصعب : الآن ، الآن هو الوقت المناسب لتمزيق بيت العنكبوت.