الحوض الشرقي.. تباين في المواقف وارتباك سياسي في مقاطعة آمرج
بينما دخلت الحملة الناعمة للمرشح الأبرز للرئاسيات محمد ولد الشيخ الغزواني ، في سباق مع الوقت لاستقطاب الناخب قبيل الإعلان الرسمي للترشح، لا يزال المشهد السياسي في ولاية الحوض الشرقي محاطا بضبابية كبيرة في ظل المزايدات عن إجماع، لم يلتئم بعد!.
وفي ظل اتساع الفوارق بين ما تحقق على لسان الحكومة، وما يعيشه المواطن الشرقاوي على أرض الواقع، يتجه مخاض السنين ليلقي بظلاله على موقف الناخب الشرقاوي الذي يتطلع لغد أفضل .
ولعل هاجس الخوف الذي ينتاب ساكنة المنطقة، من تدهور للأمن على الخاصرة الرخوة من الحدود الشرقية، والمشاكل المعيشية في المقاطعة وامتدادها، ليس بمنأى عن التحديات الماثلة أمام عبقرية السياسة التي تتطلبها الفترة الحالية.
ورغم تباين الآراء في جميع المقاطعات، تبقى مقاطعة آمرج، على صفيح ساخن قد يقلب المعادلة رأسا على عقب، عكس ما يتطلع له حزب الانصاف الحاكم في المقاطعتين.
ويرى مهتمون بالشأن السياسي أن الأحلاف المشكلة للمشهد السياسي للمقاطتي أمرج وعدل بكرو، لا تقوم على أسس مبدئية من حيث القناعة، وإنما تعتمد في معظمها على الترحال والتعاطف الأسري والقبلي ما يعرضها للتغير في أي وقت.
ووفق مصادر سياسية مطلعة تحدثت لموقع “الموريتاني”، فإن الأحلاف السياسية الثلاثة، والأساسية في مقاطعة آمرج وامتدادها رغم تعدد الأسماء، والتي يتزعمها كلا من الوزير السابق سيدنا علي ولد محمد خونة، والوزير احمديت ولد الشين، ورجل الأعمال والنائب السابق سيدي محمد ولد إطول عمرو، عادت لتشكيل خاريطة جديدة مع اختلاف المواقف، في وجه الحالة المستكملة من الاستياء الشعبي، ليس اتجاه الأحداث الدموية على الحدود المالية فحسب، بل في ظل الحديث عن انفاق عشرات المليارات لصالح الولاية، رغم عدم وجود أي أثر لذلك على أرض الواقع.
الحلف الذي بدأ يلتئم
ويتحدث معظم السياسيين أن الصمت الذي اطبق على تشظي حلف ولد محمد خونة إلى أحلاف مؤقتة، قد حطم سكونه إعلان ترشح الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز للانتخابات القادمة، وهو ما قد يفوت الفرصة على الأحلاف التي استفادت من اعتزال الرجل، ويحرمها من تصدر المشهد السياسي.
ويرى آخرون أن عودة ولد محمد خونة للحياة السياسية لا تنهي الفرصة التي منحها لبعض أنصاره، بقدر ما تبث حالة من الخوف لدى حلف ولد الشين، بسبب الترابط الاستثنائي بين الحلفين، وما شكله حلف ولد محمد خونة من تحد سياسي لتاريخ حلفه السياسي.
ويتوقع أن يبقى حلف ولد إطول عمرو الفاعل الأساسي في حملة ولد الشيخ الغزواني، رغم الحديث عن استياء حلفه اتجاه الحزب الحاكم، وقد يشاركه حلف ولد الشين ليظلا فرسي رهان في التعبئة لحملة ولد الشيخ الغزواني.
ومهما يكن من أمر فإن قتامة المشهد السياسي تبعث مزيدا من الارتباك على مستقبل الاجماع الوطني الذي تتم محاولة إعادته شعارا في الحملة القادة بعد أسابيع من الآن.