خارج الموضوع..هل حقا سيفوز الرئيس؟

التلويح بمحاربة الفساد والاعتماد على الشباب في مأمورية الرئيس الثانية عناوين لا تخلو من مخاطر..طبعا لا مجال للحديث عن أهمية محاربة الفساد، بل وحتمية ذلك، كما لا مناص من الاقرار بضرورة اشراك الشباب، بل وضرورة وضعه في دائرة التأثير.. ولامجال للتشكيك في أن الشباب يمتلك الأهلية البدنية والحماس المطلوب لانعاش الحملات، وربما مشاغلة الخصوم إعلاميا؛ لكنه أي الشباب قد لا يمتلك الأهلية السياسية والتجربة الكافية التي تمكنه من كسب معركة انتخابية رئاسية يتم فيها تحييد كبار السن من أصحاب التجربة والدهاء ومن حملة الأصوات أيضا..!
كما أن عنوان الضرب بيد من حديد على الفساد، _ العنوان الجانبي المعلن عنه لمرحلة ما بعد الانتخابات_ وإن كان يستبطن ابتزازا سياسيا لمظم المؤثرين من حملة الأصوات ممن تقلبوا في وظائف عديدة استفادوا من ريعها في بناء ابراطوريات ذاتية مكنتهم من توسيع قواعدهم، واتاحت لهم القدرة على المناورة وحصنتهم في جميع مراحل العمل السياسي، ومنحتهم أفضلية التعامل مع جميع الأنظمة، أو من رجال أعمال بنوا ثرواتهم بطرق ووسائل مشبوهة، فإنه كذلك _ أي عنوان الوقوف في وجه الفاسد لا يخلو من مجاهرة بالعداء لمعظم الموجودين في النظام من من تحوم حولهم شبهة الفساد، ولا أحسبهم يمثلون النسبة الأقل، كما لا إخالهم سيشبكون السواعد ويكتفون بالتفرج على وضعهم في التابوت..
هذه العناوين التي اتبعت عمليا بتشكيل إدارة حملة جلها من الشباب، يشترك معظمهم في الافتقار للتجربة السياسية وعدم وجود تاريخ نضالي يمكنهم من استيعاب التوجهات السياسية، ويساعدهم في تفكيك شفرات المسار العملي للتحالفات ونمطها..ويمكنهم من التفريق بين ماهو عمل سياسي اسيتراتيجي يراد له أن يعطي نتائج عملية، وماهو سلوك تكتيكي غايته المناورة..
الشيء الذي يجعل الرئيس الحالي يواجه صعوبات جمة قد لا تساعده في العبور الآمن لخط النهاية مبكرا على الأقل..هذا إذا ما وضعنا في الاعتبار أن الأغلبية المحيطة بالرئيس قد لاتسقي على بئر واحدة!
فالانشطار “الاميبي” الحاصل بين الاسلاميين والذي مكنهم من وضع اليد على بعض محركات الفعل المفيد وفي قلب النظام قد يتم تسخيره لاحقا دعامة لرفع المشروع المشترك والعبور به على حساب شراكة مرحلية مع النظام لا تمتلك مقومات البقاء ولا الصمود على المدى البعيد..
ثم إن محاولة الالتفاف المزدوج بين الكادحين وأطارف أخرى من نفس المشروع الإسلامي قد تفضي إلى نتائج غير متوقعة وربما أدت إلى تقليد حركات عسكرية من قبيل، ( شمال در، يمين در).

وقد يكون من غير الحصافة عدم الإقرار بوجود قوى سياسية ذات طبيعة خاصة تغذيها جهات عدة بعضها من داخل النظام الحاكم يتعارض ولاؤها للنظام مع إيمانها بمشروعها الذاتي!
ولعله من الوارد أن يكون من بين أغلببة الرئيس من يعمل على تقويض كل عمل يفضي إلى الفوز المبكر ويسعى لجر الرئيس إلى شوط ثاني يتيح فرصة التفاوض من جديد على بعض الامتيازات أو وضع مطبات أمام العناوين الأساسية للمرحلة وجعلها هامشية!
قد يرى البعض أن تشكيل لجنة سياسية للمساعدة والتوجيه تضم رموزا عديدة ومهمة من أصحاب التجارب والمؤثرين سياسيا كفيل بضبط الأمور والتحكم فيها؛ لكن ظني أن تلك اللجنة بتسكلتها المعروفة تحمل من أسباب الفشل أكثر من ما تمتلك من قابلية النجاح نظرا للتباين الحاصل بين عناصرها والاختلاف في طموحاتهم ومداركهم.
محمد فال حرمه

زر الذهاب إلى الأعلى