الأضاحي تبدو أكثر اهتماما من المترشحين للرئاسة.. انطلاق الحملة الرئاسية في مدينة النعمة

انطلقت الحملة الانتخابية منتصف الليلة البارحة في مدينة النعمة عاصمة ولاية الحوض الشرقي في جو من التجاهل غير مسبوق في الحملات السابقة.

ورغم انطلاق بعض مكبرات الصوت البارحة تزامنا مع افتتاح الحملة، إلا أن تلك الأصوات خفتت تحت الانقطاعات المتكررة للكهرباء والتي بدت خارجة عن سيطرة شركة الكهرباء، رغم الحديث عن انتهاء مشكلة الانقطاعات تزامنا مع الحملة والزيارة الرتقبة لولد الشيخ للمدينة الصامتة.  

وبدت شوارع المدينة صباح اليوم الجمعة في صورتها المعهودة من حيث الحديث عن الأمن على الحدود، وترقب الأمطار الموسمية والمخاطر المحيطة بالثروة الحيوانية وسط استياء المنمين من ضيزي قسمة كميات الأعلاف المتواضعة، بعد أسابيع من استجداء الحكام تحت حرارة أشعة الشمس الحارقة.

ولعل الأجواء الباهتة للحملة الانتخابية لا تخلوا من حديث بين العامة عن استسلام النخب للوضع الراهن، وتراجع الأمل في التغيير، وسط تباين حول معظم المترشحين والمرشحين، ما لا يدع مجالا لترجيح كفة أي منهما، ويكشف عن تراجع اهتمام الناخب الشرقاوي بهذه الانتخابات الجارية، التي تأتي في وقت يكتوي فيه بنار الأسعار، والانقطاعات في الماء والكهرباء .

الأضاحي تبدو أكثر اهتماما من المترشحين للرئاسة

فرغم انطلاق الحملة الممهدة للانتخابات المقرر إجراؤها 29 يونيو الجاري، تزامنا مع عيد الأضحى المبارك، بدت أسعار الأضاحي وأنواعها أكثر اهتماما لدى المواطن الشرقاوي من قائمة المرشحين للرئاسة، حيث أصبح الحديث عن ارتفاع غير مسبوق في أسعارها، وحتى العجاف منها تم عرضها في السوق بأسعار مرتفعة.

ويقول محمد عباس في حديث لموقع “الموريتاني”، إن الحملة الدعائية للانتخابات الرئاسية لا تبدو أولوية لدى الساسة هذه السنة، وخاصة أولئك الذين يمولون الحملات الرئاسية عادة للحفاظ على مصالهم.

ويرى ولد عباس وهو مستشار بلدي، وناقل يعتاد سوق بيع الأغنام، إن حديث الساعة بين سكان مدينة النعمة اليوم، ليس عن الانتخابات الرئاسية، إنما عن الأسعار الخيالية للأضاحي والأمن على الحدود والقلق على مصير الثروة الحيوانية.

ويضيف ولد عباس، أن غياب الخيام المعهودة للحملة والمعلقات ومكبرات الصوت، لدليل على تجاهل سكان النعمة للحملة الانتخابية الحالية.

ويستطرد ولد عباس نماذج من الحملات السابقة، التي دعمت القوى الشرائية، وانعشت المستوى المعيشي على خلاف هذه الحملة التي وصفها بـ “اليابسة”.

ويقول ولد عباس وهو مستشار ومنمي وناقل وسياسي، إن ترشيد المترشحين لموارد الحملة يعكس تناقضا مع دوافع ترشحهم للإمساك بزمام سلطة البلد والسيطرة على ممتلكاته.

ويلفت ولد عباس أن هذه الحملة الرئاسية الأولى المتزامنة مع عيد الأضحى المبارك، والتي يعجز الناخب الشرقاوي فيها عن شراء أضحية للعيد بسبب الفقر والهشاشة وتراجع الدخل والمستوى المعيشي وفشل السياسات المتخذة في سبيل الحد من ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى