هسبريس تناقش تأثير نتيجة الانتخابات على مستقبل العلاقات الموريتانية المغربية
تتجه الأنظار في الجارة الجنوبية للمملكة هذه الأيام إلى الانتخابات الرئاسية المرتقبة في الـ29 من يونيو الجاري، وسط تباين في حظوظ المترشحين الراغبين في الوصول إلى كرسي الرئاسة؛ فيما يبدو الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني طامحا بقوة وراء ولاية ثانية في رئاسة بلاد شنقيط.
ورغم أن حظوظ ولد الشيخ الغزواني تبدو وافرة أمام منافسيه، إلا أن إسلاميي موريتانيا يمنون النفس بقلب المعادلة من خلال ترشيح امادي ولد سيدي المختار، رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية، بالإضافة الرئيس الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، الذي غادر السجن بعد إدانته في قضايا فساد ينكرها أتباعه ويعتبرون الحكم ضده “انتقاميا وسياسيا”.
وهناك أسماء أخرى قدمت ترشيحاتها للمنافسة في الانتخابات الرئاسية بالبلاد، غير أن حظوظها تبقى ضعيفة، لكن السؤال الذي يهم المغرب في هذه الانتخابات هو كيف ستتأثر العلاقات بين الرباط ونواكشوط بعدها؟ وهل سيلعب اسم الرئيس الموريتاني دورا في ذلك؟.
خالد الشيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الحسن الأول بوجدة، اعتبر في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية أن “الانتخابات في موريتانيا تسير في نسق متسق ومنتظم في الزمن”، موردا: “تماشيا مع نتائج الانتخابات التي حدثت قبل عام، وحصول حزب الإنصاف الذي يقوده الرئيس الحالي ولد الغزواني على نصف مقاعد البرلمان، أستبعد التغيير”.
وقال الشيات: “أستبعد أن تكون تغييرات جذرية في ما يتعلق بنتائج الانتخابات الرئاسية، مع احتمال كبير لحصول ولد الشيخ الغزواني على ولاية ثانية”، لافتا إلى أنه “ليس هناك احتمال كبير لوقوع تدهور سياسي، على اعتبار الأصوات المعارضة ووزنها”.
وحول التأثير المحتمل لهذه الانتخابات على العلاقة مع المغرب رد المحلل ذاته: “لا يبدو أنه سيكون هناك تأثير كبير على مستوى العلاقات. وأتوقع استمرار النسق نفسه في ما يتعلق بالتوازن مع الجزائر والتعاون مع المغرب، من خلال تعزيز المسار الذي طرحته المملكة بتنسيق مع دول أوروبية، وهو ما سيمنح نواكشوط حيزا مناسبا لأخذ مزايا كبيرة والانتفاع المادي والاقتصادي للساكنة”.
وشدد المتحدث ذاته على أن “خريطة العلاقات بين موريتانيا والمغرب لن تتغير كثيرا”، خاتما: “الوضع بين البلدين لا يمكن وصفه بأنه مثالي كما لا يمكن وصفه بأنه سيئ”.
من جهته سجل إدريس لكريني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن “الانتخابات الرئاسية ستعرف منافسة قوية بين مختلف المرشحين، سواء تعلق الأمر بمرشح المعارضة أو الرئيس السابق الذي يحاول أن يعود من جديد رغم التهم التي تلاحقه بسبب قضايا فساد وإثراء بلا سبب، وأيضا الرئيس الحالي الذي يبدو أنه يملك أوفر الحظوظ للفوز بهذه الرئاسيات”.
وأفاد لكريني بأن “العلاقات التاريخية بين المغرب وموريتانيا لن تتأثر كيفما كانت النتائج، لأن هناك ثوابت تحدد السياسة الخارجية للدول، وخصوصا دولتين جارتين تتقاسمان الكثير من الروابط المشتركة، والعلاقات على المستوى الاقتصادي والتجاري والثقافي والدبلوماسي”.
وأضاف المحلل نفسه ضمن تصريح لهسبريس أن “التحديات المشتركة التي تواجه البلدين تتطلب مزيدا من التنسيق ومزيدا من التعاون في ما يتعلق بالإشكالات التي تعرفها منطقة الساحل، في ارتباطها بمكافحة الإرهاب ومواجهة تحديات الهجرة غير الشرعية ومكافحة شبكات التهريب”.
وأشار الخبير ذاته إلى أن “الرباط ونواكشوط ينتظرهما عمل دؤوب في سياق الدفع بعجلة الاتحاد المغاربي، رغم الإشكالات المطروحة حاليا، خصوصا في سياق القطيعة التي أعلنتها الجزائر من جانب واحد”، مستدركا بأن “العلاقات الإستراتيجية بين المغرب وموريتانيا مازالت في حاجة إلى تعزيز وتطوير على مستوى اشتغال آليات موازية إلى جانب المؤسسات الرسمية”، وفق تعبيره.
وختم لكريني قائلا: “نتائج الرئاسيات الموريتانية لا يمكن أن تؤثر سلبا على العلاقات مع المغرب، بل يمكن أن ننتظر تطويرها أكثر في المستقبل بصورة تخدم مصالح البلدين، الواعيين بالتحديات والفرص التي تواجههما”.
هسبريس