الصيف ضيع الكولونيل اللبن … محمد ناجي أحمدو
ألغى حكام مالي العسكريون من طرف واحد اتفاق الجزائر الذي كان يضمن قليلا من حقوق مواطني أزواد المهمشين، والمعاملين من طرفهم مواطنين أو أغرابا على الأصح من الدرجة العاشرة.
وقرروا بدلا من الحوار أسلوبا للتعايش والتقارب اللجوء إلى قوتهم التي غرتهم.
استدعوا القتلة المأجورين من فاغنر، عبر مقايضة مجحفة بذهب بلادهم ومواردها، وتسلحوا بالمسيرات التركية وما أسأرت موسكو من ترسانتها المتبقية من المستنقع الأوكراني.
انطلق الحليفان: مالي وفاغنر، في طريقهم إلى تنزواتن، ليقضوا في ظنهم على آخر جيوب أهل الأرض المتمسكين بالحياة في وطنهم، وعاثوا فسادا في طريقهم وقَتّلوا وشَرّدوا، غير أن أهل الأرض ثبتوا ولقنوا الغزاة درسا لن ينسوه أبدا.
اليوم يجلس قائد طغمة عسكر باماكو في قصر كلوبا، يضرب أخماسا في أعشار، ضريبة الدم الأروبي غالية، وهناك تعويضات باهظة واجبة تُدفع بموجب الاتفاق مع فاغنر عن كل مرتزق يموت في معارك مالي، والحلفاء الانقلابيون في انيامي وواغا يستمدون القوة من نظام مالي الذي سبقهم للانقلاب..
والأزواديون عرفوا كيف يضربون الفيلق الإفريقي (فاغنر) وجيش كويتا، ليس فقط كيف يضربونهما، بل كيف يوجعونهما، وكيدال على مرمى حجر..
والجزائر الجارة الكبرى قد أوغر أطفال مالي صدرها عليهم، وموريتانيا التي لم تقدم يوما لمالي إلا الورود، والتي رفضت حصار مالي وسخرت ميناءها وبرها وبحرها لتموين البلد الشقيق، قتل جيش أرعن باماكو ومرتزقته عشرات من أبنائها الذين كانوا ضيوفا في المجال الجغرافي الذي يخضع لهم في دورات غباء متتالية.
وسبق لحاكم باماكو أن صدر حركاته العدوانية وتصرفاته المسيئة للجيران أيضا إلى داكار..
ستتغول الفاجنر، وربما يأكل الفيلق الإفريقي كويتا، إذا ما أُوجِع المرتزقة السلاف والروس والقوقاز والمنتمون إلى كل أصقاع أروبا الباردة مرة أخرى في جحيم صحراء الملثمين، وعلى كل حال فالصيفَ ضيع حكام مالي اللبن..