السيدة الأولى الدكتور بنت الداه عندما تجتمع الثقافة والأخلاق والقيادة

يجتمع في السيدة الأولى الدكتورة مريم بنت محمد فاضل ولد الداه مجموعة من الخصال والمزايا الثقافية والقيادية والأخلاقية التي قلما اجتمعت في سيدة أولى غيرها.
وتجسيدًا للقيادة النسائية قي موريتانيا، نجحت بنت الداه في تكريس نفسها كقوة فاعلة في مجال العمل الخيري والإنساني، حيث تميزت بمسيرة حافلة بالمعرفة والأخلاق والمبادرات التي تركت أثرًا عميقًا في المجتمع، مما جعلها نموذجًا يُحتذى به في خدمة الوطن.
تأتي رؤية السيدة الأولى من إيمانها العميق بأهمية دعم الطبقات الهشة، فقد انطلقت من واقع حياة الكثيرين الذين يعانون من الفقر والحرمان، وعملت على توفير الدعم اللازم لهم ولم تقتصر جهودها على تقديم المساعدات بين الفينة والأخرى فحسب، بل اتجهت نحو تعزيز المهارات وتوفير الفرص التعليمية، مما أسهم في تحسين جودة الحياة لهؤلاء الأفراد وعائلاتهم.
أحد أبرز إنجازاتها السيدة الأولى هو الاهتمام بقضايا النساء والأطفال، حيث أطلقت مبادرات تهدف إلى تمكين النساء وتعزيز حقوقهن، كما كانت لها بصمة خاصة في دعم الأطفال، لا سيما أولئك الذين يعانون من التوحد، حيث وفرت لهم خدمات تعليمية وصحية تساهم في دمجهم في المجتمع، وبهذا، أظهرت السيدة الأولى مدى وعيها بالتحديات التي تواجهها هذه الفئات، وعملت على تلبية احتياجاتهم بشكل فعّال.
استطاعت الدكتورة مريم بنت الداه أن تضيق الفجوة بين القمة والقاعدة من خلال إنشاء قنوات تواصل مباشرة مع المواطنين، وهو أمر لم يعزز فقط من ثقة الناس في الحكومة، بل جعلهم يشعرون بأن هناك من يهتم بقضاياهم ويعمل على تحسين حياتهم، كما أن انخراطها في قضايا المجتمع أسهم في بناء علاقة متينة بين القيادة والمواطنين.
تميزت السيدة الأولى باختيارها الابتعاد عن الصراعات السياسية والتجاذبات الحزبية التقليدية لمثيلاتها، حيث ركزت جهودها على العمل الخيري والإنساني مما يعكس رجاحة عقلها ونضوجها السياسي والأخلاقي وقدرتها على إدراك أولويات الوطن.
لقد أثبتت أن العمل الجاد من أجل الشعب يمكن أن يتجاوز الانقسامات السياسية ويعزز من روح التعاون والتضامن، وستظل السيدة الأولى بذلك رمزًا للتغيير الإيجابي في موريتانيا من خلال رؤيتها الإنسانية ومبادراتها الخلاقة ومواصلة جهودها في تحسين حياة المواطنين وتعزيز قيم التضامن والأخلاق.
نوح محمد محمود .

زر الذهاب إلى الأعلى