بين الطموح والإقصاء: قصة الخلافات السياسية في موريتانيا
تسود الأروقة السياسية في موريتانيا حالة من التوتر والخلافات بين رئيس حزب الإنصاف، سيدي أحمد ولد محمد، والوزير الأول، المختار ولد أجاي.
يأتي هذا التوتر في ظل مجموعة من التغيرات السياسية التي شهدتها البلاد، والتي أثرت بشكل كبير على مستقبل الشخصيات البارزة في الحكومة.
صعود وانحدار
كان سيدي أحمد ولد محمد قد حظي بتعيين مديرا لحملة الرئيس محمد ولد الغزواني، مما أعطى انطباعًا بأنه سيكون الوزير الأول القادم بلا منازع.
يعود ذلك إلى مجموعة من العوامل، منها انتماؤه لشريحة معينة واختياره لقيادة الحملة، بالإضافة إلى تجربته الإدارية الناجحة.
لكن سرعان ما تبددت تلك الآمال، حيث وجد نفسه خارج الحكومة، وهو ما أثار استياءه وقلقه.
استياء متزايد
تشير مصادر متعددة إلى أن ولد محمد كان مستاءً للغاية من تعيين ولد أجاي وزيرًا أول، محملًا حلفه السياسي المسؤولية عن إقالته من الوزارة المهمة التي تتعامل مع أكبر ميزانية في الحكومة، والتي لها علاقة وثيقة بمصادر الأموال ورجال الأعمال والمقاولين.
على الرغم من عدم تمتعه بعلاقات مرنة مع بعض نظرائه السابقين والشخصيات التنفيذية، فإن ولد محمد لا يزال يحتفظ ببعض نقاط القوة.
من أبرزها الدعم الذي يحظى به من شخصيات مقربة من الرئيس، مثل رجل الأعمال حدمين ولد الغزواني، وكذلك الحلف المحسوب على السيدة الأولى وعلاقاته مع وزير الداخلية.
مستقبل غير مؤكد
تتوقع مصادر سياسية أن تكون فترة تولي ولد محمد رئاسة حزب الإنصاف انتقالية ومحدودة، حيث يُرجح أن يتم تنظيم مؤتمر جديد للحزب لاختيار شخصية جديدة لرئاسته.
يأتي ذلك في ظل تفاقم الأزمة الصامتة مع عدد من قيادات الجهاز الحكومي، مما يزيد من تعقيد الأوضاع السياسية.
أسباب الخلاف
يرى خصوم ولد محمد أن الخلاف بينه وبين ولد أجاي يعود إلى الملاحظات المتعددة التي سجلتها الحكومة بشأن المشاريع المتأخرة، وخاصة في قطاع الإسكان، الذي يعد من النقاط القوية في سجل ولد محمد.
هذه المشاريع، التي تأخرت كثيرًا، جعلت الحكومة تواجه انتقادات متزايدة، مما زاد من الضغط على ولد محمد.
ختاما
في ظل هذه الظروف، تظل الأوضاع السياسية في موريتانيا غير مستقرة، حيث تتزايد الخلافات بين القيادات السياسية، مما يؤثر على سير العمل الحكومي ومستقبل الحزب الحاكم.
من المتوقع أن تستمر هذه الديناميكيات في تشكيل المشهد السياسي في البلاد في الفترة القادمة.
الموريتاني + الفكر