الفريق الذي صنع الفوز للرئيس المنتخب / محمد بابا موهدا
بتنصيب رئيس الجمهورية المنتخب طويت صفحة نصر مؤزر شارك فيه عدد منوع من الاطارات والخبراء وتضمن توظيف مجموعة من المقاربات والاستراتيجيات، ولعله من المهم التوقف عند هذا النصر الذي كان لكشف الجهات التي صنعته والتمعن في ابعاده ودلالاته.
ويمكن القول أن النصر الذي صنعه هذا الفريق كان مزدوجا : فمن جهة كان هناك عزم على عدم اعطاء الذريعة باي حال للمتقولين عليه وبما سيجعل تحفظهم او احتجاجاتهم بلا معني امام المراقبين والصحفيين والاهم الشعب الموريتاني ويقلل من قيمة اعترافهم بنتائج الاعتراف اذا “ركبوا رؤوسهم”.
ومن جهة اخرى تم التركيز على توظيف كفاءات وطنية متنوعة لصناعة النصر ضمن هذا التوجه النظيف، وهي كفاءات روعي ان تشمل جميع التخصصات المطلوبة للقيام بوظائف هامة تتضمن اعداد البرنامج الانتخابي وكسب معركة الاعلام والتعبئة لنشر الخطاب وكسب المعارضين وتعبئة القواعد للتصويت وامتصاص الاحتجاجات اللاحقة وعمل حفل تنصيب يليق بمستوى التجربة الانتخابية الموريتانية، وطبعا كان من بين هذه الكفاءات من قام بعمله انطلاقا من موقعه في حملة المترشح تبعا للدور الذي اسند اليه، ونذكر من هؤلاء:
ـ فريق الحملة المركزية من اعضاء ومستشارين.
ـ رئيس ديوان المرشح السفير الوزير محمد احمد ولد محمد الامين ومساعديه.
ـ منسقو حملة المترشح على مستوى الولايات والمقاطعات.
ـ الفريق الاعلامي للمترشح والذي ضم عددا مهما من الكفاءات الاعلامية الوطنية.
ـ فريق حفل التنصيب برئاسة معالي الوزير الشيخ محمد ولد الشيخ سيديا الذي استطاع ان يكون على مستوى تحدي تنظيم الحفل بمشاركة دولية واسعة.
ـ الرئيس المنتخب نفسه الذي اسهم بدور بارز في تنسيق مختلف الادوار ووظف كل ملكاته الخطابية وعلاقاته الواسعة لاقناع الناخبين ببرنامجه الانتخابي.
كما كان من بين الفريق الذي حقق الفوز أيضا من قام بواجبه انطلاقا من موقع المسؤولية التي يتحملها ونذكر من هؤلاء:
ـ وزير الداخلية الذي اسهم في وضع وتنفيذ الخطة الامنية الخاصة بتامين مكاتب التصويت والوقوف امام احداث الشغب التي اعقبت اعلان نتائج الاقتراع.
ـ رئيس اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات الذي استطاع ان ينظم بمساعدة اعضاء اللجنة ومنسقيها على عموم التراب الوطني عملية الاقتراع في جو طبعته المصداقية والشفافية من خلال توفير الضمانات الرئيسية لمشاركة ممثلي المترشحين ومعهم المراقبون الوطنيون والدوليون والصحافة في مراقبة مختلف مراحل التصويت والفرز .
وعموما يبقى السؤال هو : كيف يمكن ان يترجم هذا النصر الذي حققه الرئيس المنتخب في تحقيق الاهداف الرئيسية المرجوة من ورائه وعلى راسها اختيار وزراء مسؤولين على مستوى تطلعات وامال المواطن في تحقيق الامن والازدهار لبلادنا، وتجاوز مرحلة الحملة الانتخابية الى مرحلة الانخراط في مواجهة التحديات والمشاكل وفي مقدمتها التغلب على مظاهر الانقسام الذي خلفته الانتخابات في صفوف النخبة والقاعدة، ودفع الجميع الى ان يشارك في خلق نموذج ديمقراطي هدفه الاساسي هو تحقيق مستوى من التنمية الذي ينعكس على الواقع المعيشي للمواطن بالاساس.. وتلك لعمري هي اهم المعارك والتحديات التي نرجوا ان يكسبها رئيسنا المنتخب بنفس الروح والمستوى الذين ادار بهما وكسب معركة الاقتراع.
محمد بابا موهدا