*إنقلاب ناعم* حماس تحدث تغييرا جذريا في القيادة…
الموريتاني: في خطوة قد تعكس تغييرات جذرية في بنية حركة “حماس”، كشفت مصادر مطلعة نية الحركة استبدال منصب رئيس المكتب السياسي بمجلس قيادي جديد.
يأتي هذا القرار بعد مقتل يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي للحركة، الذي تزامن مع اغتيال سلفه إسماعيل هنية، مما أثار تساؤلات حول مستقبل القيادة داخل الحركة.
وتشير تقارير إلى تشكيل لجنة خماسية تضم قيادات بارزة، وهم خليل الحية وخالد مشعل ومحمد درويش وزاهر جبارين وشخصية لم يُفصح عن اسمها لأسباب أمنية.
هذه اللجنة تهدف لتسهيل اتخاذ القرارات في ظل الظروف الأمنية المعقدة، ورغم التفكير في تعيين رئيس جديد للمكتب السياسي، فضّل أعضاء المكتب الإبقاء على اللجنة الخماسية لتولي القيادة؛ وهو ما قد يمثل تحولاً مهماً في طريقة إدارة الحركة.
ويرى محللون أن هذا التوجه يعكس محاولة “حماس” حماية قيادتها السياسية من استهدافات إسرائيل.. ففي السابق اتخذت الحركة خطوات مماثلة بعد اغتيالات مؤسسيها.
ويُعتقد على نطاق واسع أن هذه الخطة تهدف لإرباك إسرائيل؛ ما يجعلها عاجزة عن استهداف قادة الحركة، بينما يسعى القادة السياسيون لنقل القرارات الإستراتيجية المتعلقة بالتهدئة من غزة إلى الخارج، مستغلين وجود قادة من الحركة في أماكن مختلفة.
ورغم المخاطر، فإن هذا القرار قد يدفع قادة الجناح المسلح للقبول بالقرارات الجديدة، ما يسرّع من إمكانية الوصول إلى تهدئة، وبالتالي تعكس هذه الخطوات انتقال “حماس” إلى مرحلة جديدة من العمل السياسي بعيداً عن التأثيرات التقليدية لجناحها المسلح.
خبراء ومحللون يصفون تشكيل مجلس قيادي لحماس بمثابة “انقلاب ناعم” على النظام الداخلي للحركة، ويُعتقد أن هذا القرار يمثل بداية لمرحلة جديدة حيث يمكن للمجلس اتخاذ قرارات جريئة وغير مسبوقة.
وفي ظل التحولات الحالية تسعى “حماس” إلى تحقيق مكاسب سياسية مع التحذير من وجود خلافات داخلية قد تؤدي إلى انقسامات.
بالمجمل، تبدو حركة “حماس” أمام مفترق طرق, فهل تنجح في إعادة هيكلة قيادتها في ظل هذه التحديات، أم تواجه عواقب القرارات المتسرعة في زمن صعب؟