غياب آليات التواصل يعزز الاستياء في ولاية آدرار
تعاني ولاية آدرار كباقي الولايات الداخلية في موريتانيا من غياب آليات واضحة وفعالة للتواصل بين المواطنين والمندوبية العامة “تآزر”، وهو ما يعكس نقصاً في الشفافية والمتابعة بشأن تدخلات الهيئة الحكومية الرامية لتحسين الأوضاع المعيشية للفئات الأكثر هشاشة في المجتمع.
رغم الجهود المبذولة من قبل “تآزر” لتحسين مستوى معيشة السكان، إلا أن غياب قنوات تواصل مباشرة ومستدامة قد أسهم في زيادة الاستياء بين السكان المحليين.
غياب آلية فعالة للتواصل
في مدينة أطار، عاصمة ولاية آدرار، يشتكي العديد من المواطنين من غياب المكاتب المعتمدة أو ممثلين محليين تابعين لمندوبية “تآزر”، والذين من المفترض أن يتولوا تلقي شكاوى المواطنين واستفساراتهم حول كيفية الاستفادة من برامج الدعم المختلفة.
حيث أكد أحد السكان أن “تآزر” تقوم بتنفيذ مشاريع مهمة، إلا أن غياب الشفافية في آلية التواصل ومتابعة تنفيذ هذه المشاريع على أرض الواقع يساهم في تقويض الثقة في هذه التدخلات.
إن هذا الوضع يعكس غياب التنسيق بين الهيئات الحكومية المحلية والمندوبية، مما يصعب على المواطنين فهم آلية الاستفادة من الدعم الذي تقدمه “تآزر” ويلقي بظلال من الشك حول فعالية البرامج التي يتم تنفيذها في الميدان.
إعادة هيكلة آليات التواصل
وفقاً لمصادر مطلعة، فإن هذا الوضع يبرز الحاجة الماسة لإعادة هيكلة آليات التواصل بين المندوبية وسكان المناطق الداخلية، بهدف ضمان تقديم الدعم لمستحقيه والرد على تظلمات المواطنين بشكل أسرع وأكثر فعالية.
ومن المهم أيضاً تعزيز وجود نقاط تواصل مباشرة مع المواطنين في المدن والمناطق الريفية لضمان الوصول إلى جميع الفئات الهشة.
ومن جانب آخر، يرى عدد من المواطنين أنه لا بد من إنشاء آلية تتسم بالشفافية لضمان المتابعة المستمرة للتدخلات في الميدان، بحيث يتمكن المواطنون من معرفة كيفية استفادتهم من المشاريع التي تنفذها “تآزر” والإجراءات المتبعة في ذلك.
التحديات المحلية والتنسيق مع البلديات
خلال المنتديات الجهوية للتنمية المحلية التي عُقدت مؤخراً في ولاية آدرار، أثار عدد من عمد بلديات الولاية عدم إشراكهم في تنفيذ مشاريع مندوبية “تآزر” داخل نطاق بلدياتهم.
فقد أشار عمدة بلدية أوجفت المركزية العميد السني عبداوه إلى أن غياب التنسيق معهم في اتخاذ القرارات المتعلقة بالمشاريع أو برمجة التدخلات، أدى إلى حالة من الارتباك في المجتمع المحلي، حيث أن هذا يعكس عدم فهم دقيق لاحتياجات كل منطقة من قبل الجهات المسؤولة.
وأكد العمدة على ضرورة تفعيل دورهم في عملية اتخاذ القرار، لا سيما في تحديد الأولويات والاحتياجات الخاصة لكل بلدية، من أجل تحقيق أفضل استفادة ممكنة من الدعم الموجه من قبل “تآزر”.
تظل ولاية آدرار بحاجة ماسة إلى تحسين آليات التنسيق والتواصل بين مختلف الجهات الحكومية، بما في ذلك مندوبية “تآزر”، والسكان المحليين.
إن تحسين هذه الآليات سيسهم بشكل كبير في تعزيز فعالية البرامج والمشاريع التنموية، وفي بناء الثقة بين المواطنين والحكومة، مما يضمن تحقيق أهداف التنمية المستدامة في هذه المناطق النائية.
محمد أعليوت … آدرار للموريتاني