بيان توضيحي للرأي العام حول زيارة اليوتيوبر جو حطاب لموريتانيا

الموريتاني : منذ حوالي سنة وشهرين، تواصل معي اليوتيوبر المعروف جو حطاب عبر تطبيق واتساب، حيث عبر عن رغبته في زيارة موريتانيا لإنتاج فيديوهات ترويجية عنها، يسلط فيها الضوء على ثقافتها، وتقاليدها، وبعض من ثرواتها الطبيعية، مع اهتمام خاص بمواضيع مثل التنقيب عن الذهب.

طلب مني، خلال اتصال هاتفي، تقديراً لتكلفة رحلة تدوم عشرة أيام، تشمل الإقامة، والتنقل، والزيارات الميدانية في نواكشوط، نواذيبو، وبعض مناطق التنقيب في الداخل. وقدرت له التكلفة حينها بـ حوالي 4 آلاف دولار (ما يعادل مليوناً وخمسمائة ألف أوقية قديمة)، فاعتبر أن المبلغ كبير عليه، وتوقف التواصل بعد ذلك.

ثم عاد لاحقاً وأخبرني برغبته في زيارة قصيرة لا تتجاوز يومين، وأبلغني بذلك قبل مجيئه بيومين فقط، مما ضيق الوقت أمام التحضيرات. وأوضحت له حينها أن زيارة قصيرة بهذا الشكل لن تكلفه كثيراً، وقدرت له أن التكاليف لن تتجاوز ألف دولار فقط، تشمل مرافقاً ومرشداً ودليلاً في المناطق التي سيزورها.

ورغم ضيق الوقت، وبدافع من حرصي على مصلحة البلد، قمت بتسهيل جميع الإجراءات له شخصياً.

عند وصوله إلى نواكشوط، واجه مشاكل تتعلق بمصادرة طائرة الدرون الخاصة به في المطار، نتيجة غياب الترخيص المسبق. فتدخلت وساعدته على استعادة الدرون بسرعة، إضافة إلى الحصول على التراخيص الرسمية من وزارة الثقافة، والتي كان من الضروري أن تمر أيضاً عبر وزارة البترول والطاقة والمعادن، نظراً لطبيعة المحتوى الذي كان يخطط لتصويره. هذه التراخيص ليست سهلة، وغالباً ما تتطلب وقتاً وجهداً، لكنني سخرت ما أمكنني من علاقات ومتابعة لأجل إنجاح زيارته وخدمة صورة بلدي.

كما سهلت له الوصول إلى مجاهر التنقيب، ونظمت له شهادات حية من داخل الميدان بل وشهادات من داخل آيار التنقيب، دون أن يتحمل أي تكاليف مقابل ذلك. وحرصاً على أن يكون محتواه أكثر غنى وعمقاً، أحضرت له نخبة من المثقفين والشعراء الذين شاركوه جلسات حوارية وثقافية أثرت تجربته، دون أن يدفع لهم أي مقابل مادي.

إن ما قمت به كان بدافع من الحرص على ربط علاقة إيجابية مع شخصية مؤثرة عالمياً مثل جو حطاب، لما لذلك من قيمة دعائية كبيرة لموريتانيا، وثانياً – وهو الأهم – من رغبتي الصادقة في أن تخرج صورة بلدي ناصعة ومشرفة أمام العالم.

وقد نشر جو حطاب بعد زيارته مادتين مرئيتين؛ الأولى حققت 30 مليون مشاهدة، والثانية 10 ملايين مشاهدة، وهي أرقام ضخمة جنى من ورائها أرباحاً معتبرة، دون أن يتحمل في المقابل أي عبء مادي يُذكر خلال تواجده في موريتانيا.

واليوم، في ظل بعض المحاولات الرامية إلى تشويه موقفي والتشكيك في دوافع ما قمت به، فإنني أؤكد بكل وضوح أنني أعلم من يقف وراء هذه الحملة الممنهجة، لكنها لن تضرني، لأن الحقائق واضحة، ومساري كان نابعاً من إخلاص لوطني لا غير.

وأدعو الجميع إلى تحري الدقة والإنصاف، والنظر إلى السياق الكامل لهذه الزيارة، وإلى الهدف الحقيقي منها، وهو تعزيز صورة موريتانيا في الخارج بالشكل الذي تستحقه.

والله ولي التوفيق.

زر الذهاب إلى الأعلى