تصويب المسار نحو كتاب الله يحقق الوسطية ويقودنا إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. “ومضات على الطريق”

الموريتاني : الملخص
في الحلقة التاسعة من حلقات موسوعة “ومضات على الطريق” الجزء الثاني، يقول المفكر العربي الكبير علي محمد الشرفاء الحمادي، إن المسلمين مطالبون اليوم وبشكل عاجل، بتصويب مسارهم وفق كتاب الله عز وجل، فهو الذي يحقق لهم الوسطية ويدعوهم إلى الأمر بالمعروف والعدل والحفاظ على حقوق الناس، إذ إن دعوة القرآن الكريم فيها الخير والرحمة والحرية ومنهجها العمل الصالح الذي يحقق الأمان والعيش الكريم وينشر التسامح والمحبة. ثم تحدث الشرفاء عن أن تصويب الخطاب الديني تكليف إلهي، وطالب الجميع بترك الخلاف والاختلافات التي تنشر الفتن وتفكك الأمم وتضعف الشعوب. واختتم بالحديث عن الاقتتال وسفك الدماء منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى اليوم، بسبب الفرقة والخلاف.. التفاصيل في السياق التالي.
تصويب المسار نحو كتاب الله
يقول الشرفاء الحمادي: “على المسلمين أن يصوبوا مسارهم اليوم، وفق قواعد كتاب الله المحكم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، حتى نصبح بحق الأمة الوسط التي تأمر بالمعروف والعدل، وتحمي حق الحياة للناس، وتدعو للخير والعمل الصالح، وتقف مع المظلوم وترد الظالمين، وتجرّم الفساد في الأرض، وتحمي حق الحياة للناس جميعًا، وتدافع عن حرية الإنسان في عقيدته، وتحترم رأيه فيما يحقق مصلحة الناس، وتقف ضد العدوان بكل أشكاله، وتشجع على العالم والبحث والمعرفة، وتسعى لكل ما ينفع الإنسان ويحقق لهم السلام والأمان والعيش الكريم، وتنشر التسامح والمحبة بين البشر، وتحمي العدالة ليأخذ كل إنسان حقه”.
التصويب تكليف إلهي
ويواصل الشرفاء الحمادي حديثه حول تصويب الخطاب الديني، ويقول: “ليكن تصويب الخطاب الديني هو تكليف الله لعباده الذين يتدبرون آياته، ويرشدون الناس لبيناته، ويوضحون لعباده مقاصد تشريعاته وعظاته، وليعلموا ما يريده الله لخلقه من خير في الحياة الدنيا، وما يحذرهم منه يوم الحساب، ليجعلوا أعمالهم في الدنيا من عمل الصالحات تمهيدًا ليوم القيامة، قال تعالى: لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ. سورة النور الاية 38”.
الخلاف والاختلاف وانتشار الفتن
ويختتم الشرفاء الحمادي حديثه في حلقة اليوم قائلًا إن “فيه تقربًا إلى الله، كما فيه الخلاص والنجاة باتباع ما أنزله الله على رسوله قبل يوم الحساب، فكما أمر الله المسلمين بالتدبر في كتابه الكريم، فإن جميع المسلمين اليوم مدعوون لدراسة الأسباب التي أدت للخلاف والاختلاف، والفرقة بين المسلمين، وانتشار الفتن بين الصحابة ومن تلاهم من الأجيال، التي نتج عنها الاقتتال وسفك الدماء بين الإخوة والأقارب وهم تخرجوا من مدرسة محمد، فكم من ألوف الأرواح قد زُهقت؟ وكم من آلاف الرؤوس قد قُطعت منذ وفاة الرسول وحتى يومنا هذا؟”.
انتهت حلقة اليوم، ويتجدد الحديث في الأسبوع المقبل إن شاء الله تعالى.