الذي تحتاجه موريتانيا: رئيسًا يحمل طموحًا بحجم عظمتها …. مصطفى سيدات

موريتانيا.. دولة عظيمة في عين من يُبصر؛ ويمتلك رؤية وطموحا لشعبه.
هل موريتانيا دولة صغيرة فعلا ؟
وهل يمكنها أن تكون أعظم مما هي عليه اليوم ؟
السؤال يبدو بسيطًا، لكن الإجابة عليه تحمل بين طياتها تاريخًا من النضال، وحاضرًا زاخرًا بالتحديات، ومستقبلًا واعدًا بالإمكانات.
فالعاقل لا ينبغي له تبخيس بضاعته، أو أن يُصَغِّر من قيمة وطنه أمام الآخرين، بدلًا من أن يُفَخِّم، ويُعزّز، ويُشيد بمزاياه، دون مبالغة أو تقليل.
موريتانيا ليست بلدًا عاديًا؛ إنها أرض لا يعيش فيها إلا الأقوياء.
شعبها مؤمن، صبور، قادر على تحمُّل المناخ القاسي وظروف العيش الصعبة.
شعبٌ نُحتَ من صخر القناعة، ومحصّن بالإيمان، وصقلته قرون من التحديات.
يتميّز أهله بالعلم، والكرم، والنبل، والصبر، والتكافل، وحب الوطن، والاستعداد للتضحية من أجله.
وقد أثبت الشعب الموريتاني هذه الصفات في كل مراحل تاريخه، من مقاومة الإستعمار، إلى نصرة القضايا العادلة ، كقضية الشعب الفلسطيني، وحركات التحرر في إفريقيا؛ وموزمبيق وجنوب إفريقيا خيردليل على ذلك.
جغرافيا كبيرة وثروات طبيعية هائلة، حيث تتجاوز مساحة موريتانيا مليون كيلومتر مربع، تطل على المحيط الأطلسي، إلى جانب نهر السنغال؛ كما تحوي واحاتا كثيرة، وجبالًا كبيرة، وصحاري شاسعة، ومياهًا جوفية؛ فموريتانيا؛ دولة غنية بالثروات الطبيعية:
- أراضٍ زراعية خصبة.
- معادن نفيسة، مكتشفة وغير مكتشفة.
- ثروة سمكية هائلة.
- احتياطات معتبر من الغاز والبترول.
- طاقة شمسية وهوائية متجددة ووفيرة.
فموريتانيا بلد قليل السكان فعلا؛ عظيم الإمكانيات؛
حيث لا يتجاوز عدد سكانه خمسة ملايين نسمة، أي أنها تمتلك فرصة حقيقية لأن تكون من أكثر الدول رخاءً، وأغنى من دول الخليج؛ لو تم إستثمار مقدراتها بشكل صحيح.
لكن كل هذا مرهون بـقيادة طموحة تمتلك الرؤية والإرادة الفعالة؛ بالإضافة إلى نخبة مسؤولة، وذات كفاءة؛ ومؤسسات قوية، وقوانين مفعلة؛ مع العزيمة السياسية الصادقة.
فأغلب سكان موريتانيا اليوم من الشباب، وهم ثروة بشرية يمكنها التعلم، والإنتاج، والخدمة، والعطاء.
وما على السلطة؛ إلا أن تستثمر فيهم، وتؤمن بقدراتهم، وتوفر لهم فرص النجاح.
ويجب أن يكون التنوع الثقافي، والموقع الجغرافي الإستراتيجي، مصدر فخر واستثمار ذكي، لا سببًا للتفرقة أو التهميش.
المطلوب اليوم من السلطة الحاكمة؛ بناء شراكات رابح _ رابح؛ لا تبعية عمياء للخارج.
موريتانيا لا تحتاج إلى الاصطفاف خلف القوى العالمية المتصارعة، بل عليها أن تحافظ على الاستقلالية في القرار، وأن تبني علاقات متوازنة تقوم على المصلحة المشتركة والمنفعة المتبادلة.
في عالم اليوم، لم تعد الكثرة السكانية معيارًا للعظمة؛ بل أصبحت عظمة الدول تُقاس بالثروة البشرية المؤهلة، والابتكار، والتسلح بالتكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي.
في الخلاصة. الحقيقة التي لا يجب إنكارها؛
وعلينا أن نُقِرّ بها، بكل موضوعية، أن قادتنا ينقصهم الطموح والرؤية والإرادة والخبرة، كما أن نُخبتنا تعاني من قلة الوطنية والإخلاص لخدمة الوطن، مع غياب الجرأة، وانعدام المهنية، وضعف المسؤولية.
لكن رغم ذلك، لا تزال الفرصة سانحة، والطريق مفتوحًا أمام من يحمل حلمًا حقيقيًا؛ وطموحًا؛ بحجم عظمة موريتانيا.