مارس شهر الذكريات
محمد ولد سيدي
الموريتاني : مارس ،شهر الأعياد، و الذكريات السعيدة، و المؤلمة، من إرهاصات تحرير المرأة، الى الكوماندوز الدامي، ثم إعلان الجنرال محمد ولد الشيخ الغزواني، ترشحه لرئاسة الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
1 – ذكرى إعلان ترشح غزواني
تمنى الجمهور أن يستمع الى كلام المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني، بما أنهم لم يعهدوه في الشاشات، ولا في التجمعات السياسوية، بيد أنه لما تكلم أول مرة، أقنع الجمهور المعارض، و قادته، والتوكنوقراط، قبل الموالاة، أنفسهم، فتسابق إليه المعارض الراديكالي، والوسطي، حتى أفل نجم المعارضة من الساحة على ضوء أن خطابه، هو خطابهم، وكأنهم حققوا حلمهم الذي طالما انتظروه ،فلم يكن المرشح ذي الخلفية العسكرية،بذلك العسكري الذي تفوح منه رائحة الخشونة العصبية، والركاكة في التعبير، بل كان خطيباً وبليغا ً،و سياسياًّ وأديباً و حقوقياًّ ، إنه الشخصية الجامعة..ولكن، بعد أن أصبح الحلم حقيقة ،هل عكست أقوال الرئيس الخطيب، تطلعات النخبة والعامة؟
العفو عن المطلوبين في المنفى مكسب كبير للرئيس ،وعودة بعض العمال المطرودين الى وظائفهم، والإنفتاح على القوي السياسية المعارضة، والحقوقية، مسائل جد إيجابية…
أما فيما يخص العمل الميداني على الأرض، خاصة ماتعلق بحياة المواطن، فإن المعطيات لم تكن مشجعة، فالأسعار ارتفعت بدلاً من تخفيضها، وزيادة الأجور لم تحدث، والبطالة مخيفة جداًّ، ورغم ذلك، فإن ثلاثي البرامج الشيق : تعهداتي، ومستقبلي، وتآزر، يمكن أن يحدث نقلة نوعية في الوسطين الريفي والمدني إذا ما كتب لها النجاح…
إن البرامج الجوهرية الآنفة الذكر، مسقبلي، وتآزر، يجب أن تظهر بشكل جليٍّ في تلون الجهاز الإداري السامي الأمر الذي يعكس التنوع الثقافي والمجتمعي للبلاد بدءاًبالأمناء العامين الى مدراء الشركات الوطنية، فضلاًعن مفوضيات حقوق الإنسان، و الأمن الغذائي، و تآزر…
أما في القطاعات الخدماتية، كالصحة والتعليم والمياه والطاقة،والمواصلات، فقد شهدت إنطلاق مشاريع عملاقة، إلا أن التعثر الحقيقي في قطاع التعليم، إذ لم يتوفر الكتاب المدرسي، ولم تتحقق المدرسة الجمهورية بشكل عملي ،وفعلي ،إذ أن”” اللبلرة “”أحدثت شرخاًبيِّناً بين المكونات الإجتماعية حتى أصبح للفقير تعليمه، الذي يزيده فقراً، وللغني تعليمه الذي يزيده غنىً ،وهذا الشرخ عكسه إضراب المدرسين بشكل متتالي، ومتنوع.
وفي الأخير فإن صراحة الوزير الأول عن الحالة الأقتصادية للبلد، وإنشاء لجنة خاصة للتحقيق في عمليات فساد، يؤكد صدق نوايا الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مع الشعب إلا أن البطء في تنفيذ الوعود أدى الى إستياء شرائح واسعة من سياسة حكومة العهد والتعهدات.
2 – عيد المرأة
ارتبط شهر مارس، كغيره من الشهور، بالجسم اللطيف، حيث يخلد العيد الدولي للمرأة في الثامن من مارس من كل سنة، فتقام التظاهرات والندوات والمهرجانات والمحاضرات والعروض المسرحية والتجارية وتوزع الجوائز والتكريمات على الناشطات في كل بلد، بإقتراح من كلارازيتكن مبعوثة الحزب الديمقراطي الإجتماعي الألماني خلال الذكرى الثانية من المؤتمر العالمي للنساء في كوبنهاغن سنة 1910 م.
نعم، تحررت المرأة في كل قطر، وتتسع حريتها حسب طبيعة النظم القانونية في كل بلد، والواقع أن المرأة لم تتحرر، والصحيح أن الرجل، تطور فكره، وعقله، مع تطور الوعي،فحرر نفسه من الأغلال والقيود التي ظلت مسيطرة على مخيلته، وعقله، بما فيها موقف الرجل من المرأة، لم تتحرر المرأة، وإنما الرجل هو المتحرر الأول من الأفكار السلبية التي شرعنها ضد نفسه،كصاحب قرار ، وضد المرأة منذ أمد طويل ،
أصبحت المرأة تتقلد مختلف الوظائف والحرف وتشارك في كل فن من فنون الحياة، في السياسة، والرياضة، والترفيه ، لكن مازالت المرأة بعيدة كل البعد عن الرجل في الأعمال العضلية، القاسية…