التخلف يطبع سياساتنا سلوكياتنا عقلياتنا ماالسبب؟
التراد ولد سيدي
الموريتاني : إننا كمجتمع ينمو ويتطور نحافظ بكل قوة على عقلياتنا المتخلفة وتنطبع سياساتنا وسلوكياتنا بطابع عقليتناغير القابلة للتطور والتبدل .. يتقدم تقدميونا فكريا ويستوعبو محتويات الفكر البشرى بتنوعاته الثورية والفوضوية الرادكالية ولليبرالية ..ويستوعبو مختلف المذاهب الفكرية ولأدبية..رمانطقية..سوريالية..تجريدية ..واقعية..انطباعية ….
استوعب مثقفونا مختلف المذاهب السياسية ..والأقتصادية و السوسلوجية.. و كل أنواع الفكر العالمي الموروث من آلاف السنوات من التطور الذي تخللته طفرات مذهلة في العصر الإغريقي بداية المذاهب الفلسفية المعروفة على مستوى العالم والطفرة الأعظم التي جاء بها الإسلام بما استحدث من نظم حكم أساسها العدالة والمساوات وقيم الإيثار والتواضع والتعاون على البر والتقوى والتشاور والأنضباط بما يخدم الصالح العام .والذي بتفاعله مع كل تجارب الكون الذي استوعبها وتمثلها وصبغها بصبغته مما ساعد في الطفرة الثالثة فيما عرف بالنهضة الاربية..وماأعقبها من تطور تصاعدي أفضى في نهاية القرن العشرين إلى الثورة التكنلوجية – الإلكترونية التي اوصلتنا لعالم كادت تنعدم فيه الخصوصية بعدما تقاربت المصالح واندماجت فى ماعرف بالقرية الكونية التي صهرت الجميع بعولمة اثرت على الخصوصية فُرِضَتْ على الجميع و أياكان موقفنا منها فقدجعلت لأستفادة من تطور وسائل التواصل وحرية التجارة وتعميم مفاهيم الحرية وحقوق لإنسان متاحا للجميع بشكل أوآخر ..
ورغم كل ذلك لم تتحرك عقليتنا وظلت تطبع سياساتنا وسلوكياتنا بطابع التخلف غير القابل للتأثر وكأننا في جزيرة” روبنسن ” المعزولة .. فأين تاثير ثقافاتنا وماجمعنا وراكمنا من العلوم والمعارف على موقفنا من العبودية ومخلفاتها؟ وأين تأثيرمعارفنا في موقفنا من الفئات المنظور إليها نظرة دونية تفاضلية تراتبية.. دون سبب موضوعي؟ واستمر تعاملنا مع مجتمعنا متمسك بموروث مخلفات ثقافتناالبدائية البدوية دون تغيير.. و استمر احتقارنا للعمل واعتباره ليس للفئات الممتازة من المجتمع وإنما للفئات السفلى ! دون أن نرى دورا لثقافتنا وعلومنا اللذين راكمنا في مقاومة عقلياتنا البدائية المترسخة ..إن الجميع يسايرون العقلية والسلوك البدائي دون مقاومة أواعتراض على السلبيات والرواسب الموروثة عن عصر البداوة والأنعزال في اطراف الصحراء ..
فتقدميينا العلمانيين والأسلاميين وتقدميينا القوميين والمستقلين . وجميع المتنورين من مختلف الأتجاهات عاجزين عن التأثير في الواقع .. وفئات كثيرة منهم مستسلمة للعقلية البدائية المعرقلة للتطور والمهددة لضمان الوحدة والأنسجام بين فئات وطبقا ت الشعب ..
.. فاين تأثير العلم الذي اكتسبه الآلاف من دراساتهم في جميع أنحاء العالم وفي جميع الاختصاصات ومجالات العلم والأداب ..والحقوق ؟ و أين يضع مثقففونا معلوماتهم عندما يسايرون سياسات تهادن أنواع الظلم وتصمت على حكم يبلغ من سوء التدبير وقصر النظر حدا يصعب تصوره حكم يستمر
يصعدفي رواتب الرؤساء..والوزراء..والبرلمانيين .. والامناء العامون.. والمكلفون بمهام والسفراء .والمستشارون.. . والولات.. والحكام..يصعدون في رواتب كل هؤلاء.. ولايستطيعون أن يهتمو أو يروا ضرورة للنظر في وضع رواتب الجنود.. والمعلمين.وصغار الموظفين. والعمال اليدويين ..و لا يفكرون في و ضع جيوش المتقاعدين اللذين يأكل البؤس آخرمخلفات الحياة الباقية فيهم ! اي منطق يمكن أن يبرر لجميع سياسيينا قبول هذه السياسات والتعامل بهذه العقليات ؟ فكيف يمكن دعم أنظمة تراكم الزيادات والعلاوات لأعضائها وتحرم الفئات الافقر من كل فائدة أورعاية ؟ وكيف نستمر نتعامل مع العبودية وآثارها وأنواع الطبقيات والتراتبيات غير المنطقية كمالوكان لأمرطبيعيا؟
أيمكن ان يستمرتقدميو شعبنا متساوين وظلاميينا في دعم الظلم وانواع الحيف الذي يعيشهالمحرومون والمهمشون
في بلادنا؟ إننا لانخاطب الظلاميين الجهلة ولانخاطب اللذين اختارو مصالحهم الشخصية وربطو انفسهم بقطار الانظمة بغض النظر عن سياساتها صالحة كانت او فاسدة و لاالباحثين عن مصالحهم في كل لأنظمة وكل الأتجاهات .. هؤلاء ليسو أهلا للخطاب ولايعنيهم إصلاح اوتطوير إن الذي يستحق المخاطبة والتوجه إليه هم المتنورون من كل الاتجاهات اللذين يعول عليهم في اختيار المصلحة الوطنية وتقديمها على مصالحهم الذاتية فهؤلاء نتوجه إليهم بالسؤال إلى متى السكوت على هذ النوع من السياسات؟ وإلى متى تشكل العلوم المراكمة عندنا مثل ما شكلت الأسفار التي يحملهاالحمار .. فلها فائدة لكنهالغير حاملها!!