البطالة والغلاء المعيشي واقع يقض مضاجع الموريتانيين
بعيدا عن صخب الصراع السياسي المتفعل والواقع، وما يشحن به الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي من صراعات سياسية، في عمق الواقع وتجلياته، يكابد غالبية الشعب الموريتاني واقعا اقتصاديا واجتماعيا بالغ الصعوبة، ورغم الجهود المعلنة للحد من معاناة المواطنين والتحسين من ظروف عيشهم، والدفع بمستوى التنمية الى مراحل متقدمة..
ما زال الواقع المزري يطبق على انفاس الغالبية من الشعب، من فئات الشباب الذي يعاني من البطالة والمواطنين الأقل دخلا، من صعوبة التكيف بفعل الغلاء المعيشي وارتفاع اسعار المواد والسلع الضرورية، وقلة الدخل وانعدام فرصة العمل والتحصيل ..
واقع كان ولا زال قائما، بل إن إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، والتي حدت من نشاط الناس وفرضت عليهم مغادرة انشطتهم التي يقتاتون عليها لفترة طويلة، فاقمت من المعاناة، وزادت من صعوبة الوضع ..
بعض المواطنين، من فئتي الشباب والفقراء، حاورهم موقع “الموريتاني” مستنطقا واقع الحال، فكان تقييمهم للظرفية لا يخلوا من بعض اليأس الكامن أصلا لدى الموريتانيين من نجوع السياسية الرسمية لتنعكس – حسب رأيهم – بشكل إيجابي وواضح على حياة المواطنين، معتبرين ان غالبية المشاريع او المبادرات او التدخلات التي تقوم بها الدولة في هذا المجال ،كثيرا ما تكون آنية وذات هدف دعائي ولا تخلف اثرا حسنا للتخفيف من حدة الغلاء المعيشي والبطالة ..
“فاطمة” سيدة تعمل في محل لبيع الملابس في سوق العاصمة، تعبر بمضض عن الواقع المعيشي معتبرا أنه صعب، وقالت، ان إجراءات الوقاية كانت ستكون عادية لو رافقها خفض للأسعار وتوفير لفرص العمل والتحصيل للمواطنين، معتبرة أن التدخلات التي اعلن اعنها في ذلك الوقت كانت مجرد اعلان لم يتحقق منه المطلوب ولم يصل الى المعنيين المحتاجين له،
السيدة، اعتبرت ان أي تدخل يمكن ان ينعكس إيجابا على حياة المواطنين الأقل دخلا، هو خفض الأسعار وتوفير فرص العمل والتحسين من ظروفهم، اما الأمور أخرى فهي لا تعني المواطن ولا تفيده في شيء.. بحسب رأيها..
بدوره ، محمود، شاب يمارس بعض الاعمال الحرة في السوق، مثل اقرانه وأصدقائه، من الشباب، وهم كما يقول خريجين ولديهم شهادات، ولم يحصلوا على فرص للعمل ولم يستطيعوا توفير احتياجاتهم واحتياجات اسرهم من السوق، نتيجة الغلاء والمضاربات وغياب الفرص ..
المتحدثون، ابدوا عدم مبالاة بالصراعات السياسية والتجاذبات كلها، لانه، بحسب رأيهم، هناك واقع من البطالة والغلاء المعيشي وانعدام الطمأنينة والأمن، يقض مضاجعهم، ولسان حالهم يقول ، نحن نفكر في تحصيل لقمة العيش يوميا ونعيل الاسر، ونعاني من الظروف الصعبة وليس لدينا وقت للاستماع لصراعات السياسة، لذلك نطالب الدولة بالتدخل الفوري للدفع بالتنمية وتوفير العيش الكريم لمواطنيها ، وذلك هو الإصلاح الذي نعول عليه من طرف الرئيس والحكومة ..
هكذا عبر المواطنين عن واقعهم المعيشي، الذي يبدوا أن ضجيج السياسة والتأزيم يحاول حجب صوتهم وتجاهل معاناتهم وهو ما لا يقبلونه ويفضلون الحديث عن الواقع من بطالة وغلاء على الحديث عن ما يروجه السياسيون من بضاعة لا تسمن بالنسبة لهم ولا تغني من جوع
تقرير : سيدي محمد فال