رجال خدموا الوطن … ووجب تكريمهم (أسماء) / نوح ولد محمد محمود كاتب صحفي
هذا ليس مقالاً في المدح لأنني لست متخصصًا فيه، فإن الوقت في نظري قد تأخر لكنني أريد أن أطرحه الآن، ورغم رغبتي في أن أقفز إليه مباشرة للقارئ العزيز وللجهة المسؤولة في وطننا موريتانيا الغالية وقائدنا العظيم فإنني مضطـر إلى البدء بمقدمة قبـل الدخـول في الموضوع قرابـة سنـوات بلغت العشـرين أو أقـل من القـرن الماضـي، استمر مشوار الحياة مع مجموعة من رجالات هذا الوطن، وهم :
محمد ولد الليله، و سيد امين ولد احمد شله ، كانوا يمثلون ثروة فاقت الكتب، كانت ملامح الحياة العملية وطموحاتهم تسبق أعمالهم التي شهدتها البلاد في نهاية التسعينات حتى رحيلهم إلى الباري سبحانه وتعالى، من عطاء سخي وثقافة وفكر، تجمعت هذه الخصال فيهم وجعلتهم سباقين للعطاء لهذا الوطن، كانوا بمثابة الجنود سلاحهم العطاء، وثورتهم انحصرت على القضاء على الجهل والفقر، طوال سنين أعمارهم، إلى متى وكيف ولماذا؟ يقف المسؤولون في وطننا موريتانيا طويلاً في عدم تكريم مثل هؤلاء الرجال، أقلها بإطلاق أسمائهم على شوارع ، أو احتضان افراد من اسرهم هم موظفين بالفعل ويخدمون الدولة كل من موقعه في صمت واحترام تام ( للاول اخ بارز هو محمد محمود ولد الليله مفتش في مفوضية الامن الغذائي وللثاني اخ هو محمد ولد احمد شله عمدة ألاك ومستشار في وزارة العدل ) .
وللدولة في هذا الشأن عيون للحاضر والمستقبل، وانطلاقًا من ذلك أقول لا بد أن تكون هناك عزيمة في التعامل فيما بين العمل وتنفيذه ليس لأن العمل موقف والتنفيذ فكرة بل يعتبر العمل هو الإقدام فعلاً والتنفيذ هو إشباع الوطن والمواطنين بتحقيق رغباتهم.
إننا إذا فهمنا معنى التكريم وجذوره فسوف نجد الكثير من مثل هؤلاء الرجال للعمل على تكريمهم، ولنبدأ بأولئك الذين جاء ذكرهم، ويبقى بعد ذلك سؤال مهم هو: ما مغزى طلب التكريم؟ هو في الحقيقة إظهار خصائص أولئك الرجال عندما كانوا صغارًا وكبارًا كيف استطاعــوا تحقيق إمكانياتهم الابتكارية التي كانت فعــلاً تشبه خصائص المبتكرين؟ ولهذا مجال واحد هو أن نربى أبناءنا وبناتنا على ما كان عليه هؤلاء الرجال؟ وكيف كانت بدايتهم إلى ما وصلوا إليه اليوم ومن بعدهم أولادهم وهكذا جيل يغادر وجيل يأتي.
إن الذي يميز هؤلاء الرجال هو الصدق وإدراك الحقيقة والتقاليد والوضع الاقتصادي وحب التعاون وأخيرًا لنذهب إلى ما قدمه هؤلاء الرجال.
محمد ولد الليلي :
كان شغله الشاغل أن يرى موريتانيا أحسن وطن وأغلى تراب ولا يساوره شك في ذلك، ويكفي القول إنه عاصر عدة رؤساء (معاوية ولد الطايع , سيد محمد ولد الشيخ عبد الله , اعل ولد محمد فال , محمد ولد عبد العزيز … ) إلى جانب انه خدم في العديد من الوظائف مفوض امن غذائي وسفير ووزيرا ونائب عن مقاطعته تمبدغة وقد عادت على الوطن بفوائدها الجمة اقتصاديا واجتماعيا أقلها اليوم وفي خضم هذا العطاء أن تكرم الدولة افرادا من جماعته السياسية أوأسرته الكريمة التي ما تزال تخدم هذا الوطن علي نفس الوتيرة .
سيد امين ولد احمد شله :
يعتبر سيد امين ولد احمد شله أحد وجهاء ولاية لبراكنه البارزين ، وخدم مستشار بالوزارة الأولى وسفير بالجمهورية المالية المجاورة
لقد كان عاشقًا لبلده وأفنى عمره في عمل دائم مخلص وكرس حياته من اجل خدمة بلده بالعزم والجدية والإخلاص سفيرا ووزيرا وكان له دور فعال في كثير من الفعاليات ، وكان ذا شخصية لها صلاتها في المجتمع الموريتاني بكافة اطيافه ، وكانت له رؤاه الجريئة لعديد من المسائل الوطنية والاقتصادية، كان يتحدث مع الجميع في شؤون الوطن بمثل ما يتحدث مع المسؤولين ومن المواقف والأنشطة كانت له الكثير من المساندة ولا سيما المواقف الوطنية .
هذا الرجل الذي لم يبخل على أي شخص يزوره في مكتبه أو مجلسه حتى بيته يجد فيه القلب المفتوح والإنسان بمعنى الكلمة حيث إنه من حقق لوطنه ولنفسه هذه المميزات وهذه المكانة بين الناس على مدى سنوات عمره التي عاشها ولم يكن يفتعل هذه الصفات والأخلاق الرفيعة بل كانت ثابتة من مبادئ هو من خطها لنفسه، وأتمنى من الدولة أن توفيه حقه وخاصة اننا في عصر السيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الذي أنصف الجميع ووضع الرجل المناسب في مكانه الصحيح.
ومسك الختام، هو الإحساس أن الأمور لا تحتاج إلى بيان، ولكن تحتاج إلى قرار .