الشّباب والمُجتمع … الدور الاجتماعي … تحليل
الموريتاني : إنَّ للشّباب دوراً كبيراً ومهمّاً في تنميةِ المُجتمعات وبنائِها، كما أنّ المُجتمعات التي تحوي على نسبٍة كبيرة من الفئة الشّابة هي مُجتمعاتٌ قويّة؛ وذلك كون طاقة الشّباب الهائلة هي التي تُحرّكها وترفعها، لذلك فالشباب ركائز أيّ أمّةٍ، وأساسُ الإنماء والتّطور فيها، كما أنّهم بُناةُ مجدها وحَضارتها وحُماتها.
مفهوم تنمية المجتمع
عَرّفت هيئة الأمم المتّحدة تنمية المجتمع بأنّها العمليّات والمُمارسات التي يَتعاون فيها الأهالي، ويضمّون جهودهم مع جهود الحكومات لتطوير وتحسين ظروف المجتمع المحليّ الاجتماعيّة والاقتصادية والثّقافية، وللسعي لتكامل المُجتمعات في واقع الأمّة وجعلها قادرةً على الاشتراك في مَسيرة التقدّم القومي.
علاقةُ الشَّبابِ بالتنميةِ
تسعَى التنمية لتعزيز قدراتِ الإنسان وأفكاره وتوجّهاته، وترقى بإمكانيّاته وتحفظ مَصالحه وحرّياته؛ حيثُ يُعدّ الإنسان غايةً لها، كما أنّها تُعنى بجوانب الإنسان المَعنويّة لتُمكّنه من أن يكون فَرداً صالحاً قادراً على تَحقيق حاجاته وحاجات مجتمعه، كما يُعدّ الإنسانُ الوسيلة والأداة التي تقوم التنمية بتحقيق غاياتها وطموحاتها من خلاله عبر تفاعله الإيجابيّ، وعلمه، ووعيه بعقبات الأمّة ومشاكلها.
الأدوار الاجتماعية
يُمكن تعريف الّدور الاجتماعي على أنّه مجموعةٌ من المَعايير والأسس المتخصّصة بسلوك وفعلِ شخصٍ له دور مُحدّد في الجماعة، كدور الطبيب والقائد، ودور الأم والأب؛ إذ من الضّروري مُلائمة دور الفرد لسلوكه وفعله.
قد يرتبط الفردُ بدورين في ذات الوقتُ ضمن ما يُعرفُ بتعدُّد الأدوار الاجتماعية للفرد حَسب الجَماعة المُحيطة به، والمجتمعِ الذي هو أحد أعضائه، كأنْ تكون الأمّ مُدَرِّسة مثلاً، فيكون لها دور الأم ودور المعلمة كذلك، ومن الجدير ذكره أنّ على الفرد أنْ يُحاول المُوازنة بين مُختلف الأدوار التي يؤدّيها، ويُكامل بينها؛ حيثُ إنّه من المُمكن أن تكون أدواره اختياريّةً دون إجبار كأن يَكون الفرد مُتزوّجاً أو عازباً مثلاً، أو أدواراً إجباريّة فُرضت عليه كأن يكون ذكراً أو أنثى. يكتسبُ الفردُ كيفيّة أداء الأدوار منذُ صغره، وعبر التنشئة والتربية الاجتماعية، أو من خلال التّعلُّم أو من قدواته ومُثله العليا، أو من البيئة التي تُحيط به؛ حيثُ تُعدّ عملية التَّعلّم هذه عمليةً أساسية للمجتمع، تضمن استمراره.