خطاب الرئيس ولد الشيخ الغزواني اليوم خلال افتتاح قمة دول التعاون الإسلامي
نص الخطاب:
“صاحب الفخامة السيد آداما بارو رئيس جمهورية غامبيا؛
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو؛
أصحاب المعالي رؤساء الوفود؛
صاحب المعالي السيد حسين ابراهيم طه – الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي؛
أيها السادة والسيدات؛
يطيب لي، في البداية، أن أتوجه بأبلغ عبارات الشكر والامتنان، إلى أخي، صاحب الفخامة السيد آداما بارو رئيس جمهورية غامبيا، ومن خلاله إلى الحكومة والشعب الغامبيين، على حسن الاستقبال، وكرم الضيافة، مسديا لفخامته خالص التهانئ على توليه
رئاسة قمة منظمة التعاون الإسلامي وعلى دقة تنظيم هذه الدورة الخامسة عشرة، المنعقدة تحت شعار “تعزيز الوحدة والتضامن من خلال الحوار من أجل التنمية”.
وإنني لحريص في هذا المقام، على الإعراب، عن جزيل الشكر لخادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز، ولولي عهده، رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، على ما توفره المملكة العربية السعودية، من الدعم القيم، والمساندة الدائمة لمنظمتنا، وعلى ما بذلته من جهد صادق، ومشكور، خلال رئاستها المنظمة في سبيل تعزيز رفعة الإسلام والمسلمين، وتوطيد التعاون المثمر والبناء بين الدول الإسلامية.
كما أشكر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، معالي السيد حسين إبراهيم طه، على سعيه الحثيث إلى تطوير العمل الإسلامي المشترك، والدفع به إلى أرحب الآفاق.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو؛
أيها السادة والسيدات؛
يمر عالمنا الإسلامي بظرف حرج، وحساس، يزيده خطورة وتعقيدا ما يطبع الظرف الدولي الراهن من أزمات متراكمة اقتصادية، وأمنية، وسياسية، وبيئية.
ولا أدل على حساسية وضع عالمنا الإسلامي اليوم، مما آلت إليه قضيتنا المركزية، القضية الفلسطينية: ففلسطين تحتل موقعا بارزا في وجدان الأمة الاسلامية بحكم كونها موطن أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، وبحكم مظلومية الشعب الفلسطيني وأصالة حقه في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة.
وإيمانا منا كبلدان إسلامية، بقدسية كلا البعدين، ألزمنا أنفسنا في المادة الأولى من ميثاقنا، ميثاق منظمة التعاون الإسلامي، بدعم الشعب الفلسطيني وتمكينه من ممارسة حقه في تقرير المصير، وإقامة دولة مستقلة ذات سيادة، وبالحفاظ على الهوية التاريخية والإسلامية للقدس الشريف وعلى الأماكن المقدسة فيها.
لكن ها هو الشعب الفلسطيني اليوم، يتعرض، في قطاع غزة لجرائم ضد الإنسانية ولإبادة عرقية ممنهجة وها هي مقدسات أمتنا في فلسطين عرضة لمختلف أشكال الانتهاك والاعتداء.
ولذا فإن من واجبنا جميعا، علاوة على مضاعفة جهودنا، فرادى ومجتمعين، في سبيل التخفيف من معاناة أشقائنا الفلسطينيين، أن نحمل المجتمع الدولي على الضغط بالثقل المطلوب، لإلزام إسرائيل بالوقف الفوري والكلي لإطلاق النار وفك الحصار، توطئة لتحريك عملية سلام تقوم بموجبها دولة فلسطينية ذات سيادة، وفق ما تقضي به قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.
يجب أن نكثف الجهود لترسيخ القناعة لدى الجميع، بأن ليس ثمة من سبيل غير هذا الحل، ليستتب الأمن، والسلام في المنطقة.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو؛
أيها السادة والسيدات؛
إن عالمنا الإسلامي، يشهد من النزاعات المسلحة، ومن تفشي ظاهرة الإرهاب، ومن قصور العمل الإسلامي المشترك، عن الحد المطلوب والمبتغى، ما يجعلنا ملزمون اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بالعمل على حل النزاعات، والخلافات البينية، بالحوار والتفاوض على نحو يحفظ لكل دولة من دولنا، حوزتها الترابية وسيادتها، ويجعل منها، عنصرا فاعلا في تحقيق التطور، والتنمية المستدامة، في فضائنا الإسلامي بمجمله.
وإن ما يتسبب به الإرهاب من دمار، وتخريب، وتقويض لدعائم الأمن، والاستقرار، في فضائنا الإسلامي، خاصة، في القارة الافريقية، لدال على أننا بأمس الحاجة إلى تعزيز ثقافة الحوار، والانفتاح، والتسامح، وترسيخ قيم الدين الإسلامي الذي هو في جوهره دين سلام، ومحبة، وإخاء.
إن نشر وترسيخ الاعتدال، والوسطية، والانفتاح، والتسامح، هو بوابة الانتصار على الإسلاموفوبيا، وشتى أشكال تشويه ديننا الحنيف، والسبيل الأنجع إلى تكريس وحدتنا وتعزيز عملنا المشترك، من أجل بناء تنمية شاملة مستديمة.
فقد أصبح من الملح، أن نضاعف العمل لقيام تكامل اقتصادي فعال بين بلداننا الإسلامية. بتكثيف تقاسم التجارب، والخبرات، وتنمية التجارة البينية، وخلق مناخ يشجع رأس المال الإسلامي ويعزز إسهامه في تحقيق ما تطمح إليه شعوبنا الإسلامية من تقدم وازدهار.
وإنني إذ أؤكد لكم كامل استعداد الجمهورية الإسلامية الموريتانية، لدعم كل ما من شأنه تحقيق هذه الغايات السامية، لأرجو لأعمال قمتنا هذه كل النجاح والتوفيق.
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.