لماذا غاب “تواصل” عن تثمين تحقيق اللجنة البرلمانية؟! (تحليل)

الموريتاني- اجمعت القوى السياسية بأحزابها الممثلة في البرلمان الموريتاني على تثمين ما حققته اللجنة البرلمانية للتحقيق في ملفات الفساد، وخصوصا ما عرفته عشرية نظام الرئيس السبق محمد ولد عبد العزيز، ودعت تلك الاحزاب بشقيها المعارض والموالي ، الى تثمين مكتسبات التحقيق والدعم مسار محاربة الفساد

وقالت تلك الاحزاب في بيان موقع باسمائها أنها ”  تُهنئُ الشعب الموريتاني على ما تحقق حتى الآن من إرادة سياسية جادة لمحاربة الفساد، وتدعوه إلى هبّة وطنية للدفاع عن مُكتسبات التحقيق البرلماني”

وهو ما يعتبر اجماعا سياسيا على أن مسار مخرجات اللجنة البرلمانية قد اتخذ منحى جديا لمواصلة المسرطة القانونية والقضائية للحكم في تلك الملفات وهو ما أكده استدعاء المشمولين في الملفات وتوقيف الرئيس السابق على ذمة التحقيق..

ورغم تباين وجهات النظر السياسية من المووع برمته وواقع التفاعل معه من بداية عمل اللجنة البرلمانية، فقد وقع البيان من طرف احزاب كانت متحفظة على كثير من عمل اللجنة، في حين غاب أكبر الاحزاب تماهيا مع عمل اللجنة البرلمانية وهو حزب التجمع الوطني للاصلاح والتنمية “تواصل” المحسوب على تيار “الاخوان” في موريتانيا

غياب حزب “تواصل” الذي كان يظهر انه اكبر المناهضين لحكم الرئيس السابق، والذي كان نوابه واعلامه وحتى قيادته السياسية في مقدمة المضخمين أو المتفاعلين مع ملف التحقيق البرلماني في اخر مراحل الملف يطرج استفهامات كثيرة على مواقف الحزب الحالية والمتوقعة .. خصوصا أن رئيس حزب تواصل وصف مخرجات التحقيق البرلماني ” انه يمثل اجماعا وطنيا”

فلماذا تغير موقف تواصل، أو تراجع في هذه اللحظة؟!

المراقبون يؤكدون أن هناك دورا كبيرا لاخوان “تواصل” ومتداداتهم في الاغلبية والمعارضة على محاولات ركوب موجة التشنج الناتجة عن الخلاف الذي أدى الى ازمة سياسية في الحزب الحاكم وحضورهم في البداية بقوة في توجيه مسار التحقيق البرلماني ،

الا ان خروجهم عن اجماع اللحظة الداعم للجنة البرلماني ومسار التحقيق في ملفات الفساد، اصبحا مريبا ، حسب المراقبين..

فهل سوية المشكل لدرجة انه لم يعد هناك تشنج يمكن ركوب موجته ، أم أن الداعمين للرئيس السابق يمكن ان يشكلوا تحالفا مع اخوان “تواصل” ..

وهل الارتهان للخارج المناهض للعلاقات الموريتانية الحسنة خصوصا مع محور دولة الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية هو ما يوجه بوصلة مواقف حزب “تواصل” على وقع الخلاف والعداء بين ذلك المحور ودولة قطر وتركيا ..

الحزب خلافا لغيره من الاحزاب البرلمانية بدى موقفه باهتا من توقيف الرئيس السبق وفتح التحقيق القضائي بشكل جاد، ودعا لعدم “التشويش” على القضاء..

بحزب “تواصل” الذي ذكر الاجماع على نتائج تحقيقات اللجنة البرلمانية، تعمد هو نفسه الغياب عن اجتماع الاجزاب الممثلة في البرلمان والذي يعتبر اجماعا على تثمين محاربة الفساد، وهو ما يطرح التساءلات عن وجهة الحزب الجديدة ..

سيدي

زر الذهاب إلى الأعلى