الامة العظيمة مهانة / سيدي عيلال

الموريتاني : المرحلة الراهنة وما شهدته من ظلم وهوان وتحد لكل حقوقنا وتجاوز سافر لكل خطوطنا الحمراء والصفراء نتيجة حتمية للإستراتيجية الخاطئة والثقة الزائدة في شركاء  العمل السياسي وهي ثقة تعكس الخوف والذل والإذعان لصديق غريب الأطوار يؤكد كل حين علي انحيازه لأعدائنا ويقضي علي كل محاولة نقوم  بها للوقوف اعتمادا على وسائلنا الذاتية علي قلتها وضعف تنفيذ نا لتلك المحاولات النادرة والمرتجلة والمُعاقة داخليا المرفوضة خارجيا.
إن الندّية لا تعني التطاول ولا تعني السيطرة علي النّد بل إنها صفة من صفات البشر فهم لبعضهم أنداد ابوهم آدم وأمهم حواء عليهما السلام ومن عجز عن ترجمة رغبته العميقة في التمسك بصفات جنسه الحميدة لن يستطيع حماية خصوصيته ولا المطالبة بحقوقه أحرى الدفاع عنها وهنا يكمن الداء ويصعب الدواء ولكنه لا يستحيل فنحن أمة مختارة فُضِلنا باستقبال أعظم الرسالات وآخرها وأشملها وأعدلها كما كلفنا بتبليغها وتمثيلها وتَمَثُلِها وقد أكدت تجربتنا المعاصرة المحزنة علي أننا نزداد ضعفا وهوانا كلما ابتعدنا عن نهجها ومنهجها وأن سادة الكون اليوم يزداد قلقهم كلما ازدادت دعواتنا إلي الرجوع إلي ما صلح به أولنا فنحن أمة أعزنا الله بالإسلام وإن نحن أردنا العزة بغيره -وقد أردنا ذالك – أذلنا والوقع المعاش منذ ردح من الزمن يؤكد صدق مقولة الفاروق رضي الله عنه وهو واقع يندى له جبين كل حر يرفض الهوان ويصر علي رفع الضيم وتحدي تجاوز الوقوف علي مشارف الحياة والتفرج علي المشهد الحزين لوطن دُمر وشعب هُجر وأرض اغتصبت ورسالة عظيمة أهملت
فيا من استوطن الحفر أفق فنحن أيضا بشر وصنم القوة التي لا تقهر علي أيدي المؤمنين يوشك أن ينكسر وحياة الذل والهوان جهنّم لا تبقي ولا تذر والمعاملة بالمثل حق من اوكد حقوق البشر وهذه آخر فرص الانحياز للأوطان والشعوب  ومن ضيعها سيجرفه السيل فكل السدود امتلأت ظلما وجوعا وخوفا والوباء يفتك بآخر صور الجبابرة ويؤكد ضعفهم  وعجزهم وهلعهم حينما يقطون في ملاجئهم خوفا من سلاح غير مرئي امره ربه بالتحرك وتبليغ الرسالة الموجزة التي مفادها ان الجميع اهون من بيت العنكبوت وان كل التحصينات  يمكن جعل عاليها سافلها بفيروس لا يرى بالعين المجردة .

فيا نخبة الامة وحكامها وحماتها الرسالة واضحة وعرض التوبة لا يزال مفتوح  و نبل القائد يتجسد في صدق حمايته لجنده وشجاعته في الرجوع الى الحق فجموع الاهل تفتح صدورها ليرجع اليها التائبون  و قد اكدت الاحداث ان النظام العام من اعلى سدة حكمه الى اسفل لحده بحاجة ماسة الى مراجعة حقيقية  شاملة ترتكز على اسس رسالتنا السماوية الخالدة وتلبي طموح وآمال الامة العظيمة المهانة في لحظتها الحاسمة التي قد لا تتكرر، إن اهمل اصحاب النفوذ الإشارات المتكررة و تجاهلوا النذر وظنوا انهم مانعتهم حصونهم بعد مخلفات الفيروس تلك المخلفات التي تتطلب الاستعداد قبل الجائحة لما بعد ها فالوصول سينهك الجميع والتمييز في التامين لن يكون مقبولا فالثروة وكل المدخرات للشعب وليست لطائفة دون اخرى والمستقبل القريب سيشكل خشبة عرض ضخمة لحصاد تجارب الامم وستكون امتنا هي اول الامم التي ستعرض حصادها الهزيل وستقارن تضحياتها الجسام بهذه النتيجة التي اضافت اليها عصور القبن والإقصاء والتهميش جراح كوفيد 19 النازفة .

زر الذهاب إلى الأعلى